آخر تحديث :الخميس-25 سبتمبر 2025-08:49م
أخبار وتقارير


ثورة المبادرات روح التطوع لبناء الأوطان

ثورة المبادرات روح التطوع لبناء الأوطان
الخميس - 25 سبتمبر 2025 - 03:25 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

في زمن تشتد فيه الأزمات وتتضاعف التحديات لا يبقى أمام الشعوب من سبيل للنهوض إلا أن تتحول إلى خلية نحل عامرة بالعطاء والإبداع. ومن هنا تنطلق ثورة المبادرات تلك الثورة السلمية الناعمة التي لا تُطلق الرصاص، بل تُطلق الأفكار والطاقات لتبني وطنًا يليق بأبنائه وتبني اقتصادًا يامن غذاءه.

ومن هنا نوجّه الدعوة إلى أن تقوم السلطة المحلية في كل من أبين ولحج بالاستفاده من محافظ محافظة شبوة، الذي دعم زراعة القمح والحبوب في محافظته مجانًا مقابل التزام المزارعين بزراعة هذه الحبوب، كونها الأساس في تأمين الغذاء للمجتمع بشكل عام كما لا ننسى أيضا أن تقوم السلطه المحليه بدعم مبادرات الاستاذه الفاضله هدى اليافعي في جميع المجالات الخيريه والتنمويه والاقتصاديه وتشجيعها على الاستمرار خدمة للمجتمع ككل إن مثل هذه الخطوات تمثل نموذجًا حيًّا لروح المبادرة التي نريد إشعالها في كل المجالات، وفي مقدمتها الأمن الغذائي.

إن المبادرات ليست صدقات عابرة ولا معونات وقتية، بل هي أعمال طوعية ونوعية تُوقظ العقول وتُشحذ الهمم وتفتح مسارات جديدة أمام التنمية المستدامة. هي مشاريع صغيرة في ظاهرها، لكن أثرها عظيم لأنها تُزرع في أرض خصبة هي أرض الوطن، وتسقيها أيادٍ مؤمنة بأن البناء يبدأ من الفرد وينتهي بمجتمع قوي متماسك.

المبادرات التطوعية هي المدرسة الأولى للمسؤولية الجماعية، حيث يتعلم الناس أن العمل من أجل الصالح العام لا يقل أهمية عن العمل من أجل لقمة العيش. إنها الجسر الذي يعبر به المواطن من دائرة الأخذ إلى فضاء العطاء ومن محدودية المصلحة الفردية إلى رحابة المصلحة الوطنية.

إن الوطن الذي يحتضن ثورة المبادرات، هو وطن يُراهن على وعي أبنائه، ويستثمر طاقتهم، ويجعل من العمل التطوعي ثقافة سائدة لا مجرد نشاط موسمي. فكل مبادرة مهما كانت بسيطة، هي لبنة في جدار النهضة، وكل فكرة تُترجم إلى فعل، هي خطوة في طريق المجد.

ولذلك فإننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى إشعال هذه الثورة البيضاء في كل شبر من أرضنا في المدارس والجامعات، في القرى والمدن، في المؤسسات والمجالس، في المزارع والحقول، حتى يصبح التطوع ثقافة وهوية لا مجرد شعار. إن ثورة المبادرات هي الطريق الأقصر لبناء أوطان قوية قادرة على مواجهة التحديات، وهي الوسيلة المثلى لرفع وعي المجتمع ودفع عجلة التنمية المستدامة، حتى نرى أوطاننا تحلّق بجناحين هما التوعية والتنمية.

فلتكن ثورة المبادرات هي شعار المرحلة، ولنجعلها وقودًا لبناء وطن لا يهتز أمام الرياح، وطن يصنعه أبناؤه لا ينتظر عطايا الآخرين.


// عبدالقادر السميطي

دلتا أبين