كتب/نايف زين ناصر:
شهدت مدينة تعز صباح اليوم حدثًا لافتًا حين نفذت الأجهزة الأمنية عملية نوعية انتهت بمقتل محمد صادق المخلافي، المتهم الرئيس في جريمة اغتيال الشهيدة أفتـهان المشهري، التي هزّت الرأي العام وأدمت قلوب الجميع .
هذه العملية الأمنية، التي جاءت بعد أيام من المطالب الشعبية بإنصاف الشهيدة وأسرتها، تُعتبر انتصارًا أوليًا لدماء المظلومة أفتـهان. لكنها ــ وبحسب مراقبين وحقوقيين ــ لا تكفي وحدها، ما لم تتوسع لتشمل جميع من خطط ومول وساعد وسهّل هذه الجريمة البشعة التي استهدفت صوتًا مدنيًا حرًا.
إن مقتل المخلافي لا يعني نهاية الملف، بل هو بداية الطريق نحو العدالة الكاملة التي يطالب بها الشارع في تعز والبلد كله. فالجريمة لم تكن فردية، بل نتاج منظومة من العبث والانفلات، ولذا فإن من الواجب ملاحقة كل من له يد أو دور فيها، أياً كان موقعه أو انتماؤه، وعدم الاكتفاء بسقوط المنفذ المباشر.
الشهيدة أفتـهان المشهري لم تكن مجرد ضحية، بل رمزًا للمرأة الحرة، ورسالة أمل في وجه الفوضى، وصوتًا شجاعًا رفض الانكسار. واليوم، إذ يشعر الشارع ببعض الإنصاف، فإنه يتمسك بمطلب واحد: لا حصانة لقاتل ولا نجاة لشريك في الدم.
إن دماء أفتـهان هي أمانة في أعناق الجميع: في أعناق الدولة، وأجهزة الأمن، والمجتمع المدني، والإعلام، وكل صوت يطالب بالحرية والعدالة. ولن يكتمل القصاص إلا حين تُقدَّم كل الأيادي الآثمة إلى العدالة، حتى يعلم كل من تسوّل له نفسه العبث بأرواح الناس أن مصيره سيكون الخزي والنهاية السوداء.