طالب ملك إسبانيا، فيليبي السادس، بوقف عمليات القتل الجارية في قطاع غزة، وشدد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإحلال السلام عبر حل الدولتين.
وقال ملك إسبانيا، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء: "لا يمكننا أن نصمت على قتل المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات بقطاع غزة"، داعيًا إسرائيل إلى التوقف عمّا ترتكبه من انتهاكات.
وأكد الملك فيليبي السادس أن "الكثير من بقاع العالم تتنازعها الحروب"، مشددًا على أنه "لا غنى عن دور الأمم المتحدة في الوقت الراهن"، وأن على المجتمع الدولي "معالجة الأزمات العالمية وتجنّب أخطاء الماضي".
وأضاف أن بلاده تجدد التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان، وأنه "لا يمكن أن نغض الطرف عن قتل وتشريد وتجويع الآلاف جرّاء الحروب".
وأشار إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من شأنه أن يساعد في إحلال السلام بالمنطقة، مؤكدًا استمرار العمل من أجل إحلال سلام عادل وشامل وفقًا لمبادئ القانون الدولي.
ودعا الملك فيليبي السادس إلى إدارة ملف الهجرة بشكل صحيح وعدم التفريط في حقوق اللاجئين، مشددًا على أن الجميع معنيون بـ"تجنيب الأجيال الحالية والقادمة ويلات الحروب".
مؤتمر حل الدولتين
وتجمع عشرات من زعماء العالم في الأمم المتحدة، الاثنين، لتأييد قيام دولة فلسطينية في تحول دبلوماسي تاريخي بعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة التي تواجه مقاومة شرسة من إسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة.
واستأنف المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، الاثنين، أعماله في نيويورك، برئاسة سعودية-فرنسية، وبمشاركة العشرات من زعماء العالم، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وينعقد المؤتمر عملًا بقرار الجمعية العامة رقم 79/81، الذي دعا إلى جمع الدول الأعضاء والمراقبين تحت سقف واحد، لدفع مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي قدمًا، ويشهد المؤتمر حضورًا دوليًا واسعًا يشمل قادة ورؤساء حكومات ووزراء خارجية من مختلف القارات.
ويركز المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية، أولها إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتأمين ما يُعرف بـ"اليوم التالي"، بما يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية.
ويتمثل المحور الثاني في تمكين دولة فلسطين ذات السيادة والقابلة للحياة اقتصاديًا، لتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن وإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، وأما المحور الثالث فيسعى لتفعيل إعلان نيويورك والقرارات الدولية ذات الصلة، ووضع آليات واضحة لمتابعة التنفيذ على أرض الواقع.
معارضة أمريكية إسرائيلية
وتعارض الحكومة الإسرائيلية، وجود دولة فلسطينية وتواصل حربها ضد حماس في غزة، زاعمة أن "مثل هذه التحركات من شأنها أن تقوض احتمالات التوصل إلى نهاية سلمية للصراع".
وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماع الاثنين، وصرّح سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، بأن تل أبيب ستناقش كيفية الرد على إعلانات الاعتراف بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في وقت سابق، إن الولايات المتحدة أبلغت الدول الأخرى بأن الاعتراف بفلسطين سيخلق المزيد من المشكلات.
تدرس إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة كرد فعل محتمل، فضلًا عن اتخاذ تدابير ثنائية محددة ضد باريس، بحسب مسؤولين إسرائيليين