كتب/ نور علي صمد
شيّعت مدينة عدن اليوم المناضل أديب محمد صالح العيسي إلى مثواه الأخير، في موكب جنائزي مهيب حضره جمع غفير من القيادات السياسية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية والثقافية إلى جانب حشود واسعة من أبناء المدينة الذين احتشدوا لوداع رجل جمع بين الكلمة والموقف، وبين النضال والعمل.
وتقدمت قيادات الدولة صفوف المشيعين لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد، معبرة عن حزنها العميق لفقدان شخصية كان لها أثر بارز في مختلف الميادين. وأكد الحاضرون أن رحيل العيسي يمثل خسارة فادحة لعدن والجنوب والوطن عامة.
الفقيد أديب العيسي عُرف بمسيرته النضالية المشهودة، حيث كان من أوائل من تصدوا للأحداث العاصفة التي شهدتها عدن عام 2015 متحملًا مسؤوليات جسام في أصعب الظروف. فقد تزعم صفوف المقاومة الشعبية وكان من أبرز مؤسسي المقاومة الجنوبية ليقف مع رفاقه سدًا منيعًا أمام محاولات النيل من المدينة.
كما ارتبط اسم العيسي بالدعوة المبكرة للتسامح ولمّ الشمل الجنوبي مؤكدًا أن وحدة الصف الجنوبي هي الطريق الوحيد لتحقيق تطلعات الناس وصون التضحيات.
ولم يقتصر عطاؤه على ميدان النضال بل امتد إلى المجال الإنساني حيث برز كأحد وجوه العمل الخيري الذين أسهموا في تخفيف معاناة أبناء عدن جامعًا بين الأصالة والالتزام بقضايا المجتمع. كما ترك بصمات خالدة بدعمه للشباب وهو ما سيبقى مرجعًا للأجيال القادمة.
وأجمع المشيعون على أن الفقيد كان شخصية استثنائية امتلكت مكانة رفيعة في قلوب الناس، لما عُرف عنه من تواضع ونبل وحرص دائم على خدمة مجتمعه والدفاع عن قضاياه. وأكد كثيرون أن رحيله يشكل فراغًا كبيرًا لكن إرثه النضالي والإنساني سيظل حاضرًا في الذاكرة الجمعية.
وفي ختام مراسم التشييع رفعت الأكف بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.