كتب /محمد ناصر العولقي:
أكثر ما يوجع القلب هو أن نتحدث عن السيول ومنظومة الري في أبين وعلى الأخص في دلتا أبين ، حيث تم تأسيس أهم وأعظم شبكة ري ونظام ري بالسيول في الجنوب في نهاية أربعينيات القرن الماضي ، وصار الحديث عنها اليوم مثيرا للوجع والحنق ومبعثا للاحتقار للنفس قيادة وسلطة محلية ومجتمعا وأفرادا أمام عظمة قيادة وسلطة ومجتمع الجيل المؤسس والأجيال التي تلته ...
شبكة ري كاملة تم العبث بها وتخريبها ، ونظام ري صارم كان يؤمن عملية ري ما يقارب ثمانين ألف فدان تم اليوم الضرب به عرض الحائط ، واستبدال قاعدة الري التي كانت متبعة ( الرداعة ) أي نظام الري للأول الأول بالاستحقاق بقاعدة جديدة هي ( الذراعة ) أي نظام الاحتكار للسيول بالقوة أو حسب المثل الشعبي : من تعلى رجم !!!!
كان نظام الري أشبه بالنظام المقدس في الدلتا لا يستطيع ولا يسمح لأكبر كبير باختراقه ومخالفته ، كان قبل الاستقلال محميا بعصا بريطانيا ، وبعد الاستقلال كان محميا بعصا سالمين وعصا الحزب بعد سالمين ، وكان كل مزارع مطمئنا على حصول أرضه الزراعية لنصيبها من السيول وفقا لدورة الرداعة سواء أكانت واقعة أعلى الدلتا أو أسفلها ( من باتيس الى الكود ) .
اما اليوم فالقوي والقريب من القنوات والأعبار اعالي الدلتا هو الذي يسقي ويحتكر السيول كلما تدفقت ، والبعيد نصيبه الحسرة وصب اللعنات على الجميع قيادة وسلطة ومجتمعا وأفرادا .
رعا الله أيام بريطانيا ، ومن بعدها رعا الله عصا سالمين
