بقلم: عادل عياش:
في لحظة تجردت فيها عدن من بهائها، وغاصت في بحر من الأوجاع، تستيقظ المدينة كل يوم على واقع معيشي يزداد ضراوة. كيف لعدن، تلك المدينة التي كانت تنبض بالحياة، أن تصبح مسرحًا للصراعات وأحلامًا معلقة بين انقطاع الكهرباء وندرة المياه وغلاء الأسعار؟
لم تعد الشوارع تتزين بصوت الأطفال، بل أصبح صراخهم متناثرًا خلف أزقة تضيق بالحاجة. الموظف لا يكاد يكمل نصف الشهر قبل أن يتكئ على الكفاف، والتاجر يبيع بألم، والمشتري يشتري بالوجع. في ظل هذا الانهيار الاقتصادي، باتت عدن تشكو بصمت.
صمت المدينة ليس عجزًا، بل اختناقًا. اختناق من قرارات عشوائية وتجاهل لمعاناة من يسكنونها. العدني لم يطلب سوى أبسط حقوقه: كهرباء لا تنقطع، ماء نظيف، تعليم لأطفاله، ومستقبل لا يسرقه الغياب.
ورغم كل شيء، فإن عدن لا تنكسر. فهنا، في شوارعها وبين جدرانها المتهالكة، يسكن الإصرار وتنبض إرادة الحياة. العدني يصنع من الألم حكاية صمود، ومن ضيق الحال فسحة للأمل.
إلى كل من يحمل في قلبه ذرة من حب لعدن، ليتنا نعيد لها جزءًا من نورها. فعدن تستحق أكثر.