في ظل ما يشهده القطاع الزراعي من تراجع في جودة المنتجات نتيجة الاستخدام غير المدروس للأسمدة والمبيدات تبرز الحاجة للانتباه إلى جانب آخر مهم لا يقل خطورة وهو طرق تغذية وتربية الحيوانات التي تمدّنا باللحم والبيض والحليب.
ففي كثير من مزارع الإنتاج الحيواني تُستخدم مواد مضافة إلى الأعلاف بهدف زيادة النمو أو الإنتاج بشكل أسرع دون التأكد من مدى ملاءمتها الصحية هذا التغيير في النمط الغذائي للحيوانات يؤثر لاحقًا على جودة المنتجات التي تصل إلى موائدنا الحيوانات كانت سابقًا تعتمد على المراعي الطبيعية والأعلاف المحلية مما حافظ على القيمة الغذائية للحوم والألبان أما اليوم، فقد أصبح الاعتماد كبيرًا على تركيبات جاهزة قد لا تكون واضحة المصدر أو المحتوى وهو ما يستدعي وقفة جادة ومراجعة دقيقة.
وليس ذلك فقط بل إننا نشهد في العديد من المناطق مشهدًا مؤلمًا يتمثل في الحيوانات التي تمشي في الشوارع تأكل من القمامات وتشرب من مياه الصرف الصحي دون أي رعاية أو تغذية مناسبة وهذه الممارسات لا تضر فقط بصحة الحيوان بل تنعكس سلبًا على صحة الإنسان والمجتمع عمومًا وهنا نقول لأصحاب هذه الحيوانات:
اتقوا الله في حيواناتكم فهي أمانة في أعناقكم ونصيحتي لكم أن تحتفظوا بها وتوفروا لها بيئة نظيفة وغذاءً صحيًا يحافظ على سلامتها وسلامتكم.
العديد من دول العالم بدأت تتجه نحو تعزيز الإنتاج الحيواني الطبيعي وتشجيع المزارعين على العودة إلى التربية التقليدية والاعتماد على الأعلاف النظيفة لما لذلك من أثر إيجابي على صحة الإنسان واستدامة البيئة أما في بلادنا فلا بد من أن نُولي هذا الموضوع اهتمامًا أكبر من خلال مراقبة الأعلاف المتداولة
ونشر التوعية بين المزارعين ودعم المبادرات التي تعزز الإنتاج الحيواني الطبيعي حفاظًا على جودة الغذاء الذي يصل إلى كل بيت.
الغذاء السليم هو أساس الصحة
وهو حق للجميع ومن مسؤوليتنا المشتركة أن نحرص على أن يكون ما نأكله نابعًا من بيئة صحية وتربية واعية فمتى نبدأ بخطوات جادة نحو غذاء أنظف وحياة أكثر صحة؟
من /م.عبدالقادر السميطي
دلتا أبين
