كتب: عادل عياش
الوطن ليس أرضًا فحسب، إنه الحكاية التي نحملها في القلب، والصورة التي لا تغيب عن الذاكرة، والوجع الصامت في صدر كل مواطن يعاني في وطن تتكسر فيه أحلام الشباب على أرصفة الانتظار، ويذبل فيه الأمل على أبواب المستشفيات. يصبح السؤال: من المسؤول عن هذا الانحدار؟
المواطن اليوم لا يطلب المستحيل، يطلب كرامةً، علاجًا، تعليمًا، أمنًا، خبزًا لا يُهان في الطوابير، يطلب وطنًا يحتويه لا يخذله. لكن كلما رفع صوته، وجد جدارًا من التجاهل ووجوهًا اعتادت على الفساد أكثر من اعتادتها على النظر في عيون الناس.
رسالة إلى القيادات المحصنة خلف جدران السلطة: هل تعرفون كيف يبدو وجه المواطن حين يعجز عن علاج طفله؟ هل تعرفون مذاق القهر في بيت خالٍ من الطعام؟ أم أنكم تعيشون في عالم آخر تحكمونه بالأرقام والخطب الفارغة؟
الفساد لم يعد مجرد شبهة، أصبح نظامًا يعمل كالآلة، تلتهم الحقوق وتغذي النفوذ وتمزق جسد الوطن قطعة قطعة. والقيادات التي اختارت المناصب على المبادئ اختارت أن تبيع صوت الضمير مقابل امتيازات لا تدوم.
الوطن لا يحتاج إلى قادة بشهادات، يحتاج إلى رجال بشجاعة من يخاف على وطنه أكثر من خوفه على كرسيه، من يوقظ نفسه قبل أن يوقظه التاريخ.
