آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-07:03ص
أخبار وتقارير


اللواء رداد الهاشمي.. بين مواجهة بنادق الحوثيين ورصاص الناشطين

اللواء رداد الهاشمي.. بين مواجهة بنادق الحوثيين ورصاص الناشطين
السبت - 05 يوليو 2025 - 11:01 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ خاص

بقلم /ثابت العدني :

في اليمن من يحفر الخنادق بيديه ويُعد السواتر الترابية ويغسل وجهه بتراب الجبهة هو اول من تنصب له مشانق الكلام فيترك المحارب في الميدان وحيد وتفتح عليه نيران الثرثرة من غرف الإعلام الزائفة ومن يظنون ان الوطن يدار بمنشورات مفبركة وصور مجتزأة من سحل البطولات العظيمة.


اللواء رداد الهاشمي احد رجالات الجبهة الشمالية لمحافظة صعدة قائد محور كتاف والقائد الحالي لمحور البقع ليس جنرال من ورق ولا وجيها يهوى التقاط الصور عند الشعارات بل رجل ميدان صنع اسمه في ركام البنادق لا في كواليس الولاءات المؤقتة وقد تسلم قيادة محور كتاف في ظرف معقد من بعد مرحلة فراغ واختلال وتباين واضح في الخطاب السياسي والإعلامي فحمل إرث الجبهة بكل تناقضاتها ومع ذلك لم يجبن ولم يتراجع بل أمسك بالأرض ووقف في فجوة النار.


إن محاولات تشويه صورة الرجل من قبل بعض مغوير مواقع التواصل ليست سوى ارتداد لأزمة اخلاقية داخل بنية الخطاب الإعلامي الموالي للشرعية حيث تحولت الغرف الإعلامية الى منصات للانتقام الشخصي وتصفية الحسابات بين من يرى في الجبهة مشروع وطني ومن يرى فيها مجرد فرصة للتموقع أو الغنيمة.


معركة "وادي أبو جبار" – التي حوّلها البعض إلى مادة للسخرية – لم تكن مجرد موقع اشتباك عابر، بل كانت صفحة صامتة من صفحات التضحية في أقصى شمال مقعل الحوثيين، والمؤلم ان الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة في سبيل مواجهة الحوثيين هم الأكثر حرصاً على تقييم أداء المقاتلين عند أول انتكاسة وهذا ما يحدث الآن مع اللواء رداد الهاشمي قائد محور كتاف وقائد محور البقع الذي تحول فجأة في غرف البعض إلى مادة للتهكم لا لشيء سوى انه ما زال هناك في الجبهة بينما استبدل منتقدوه خوذ القتال بقبعات التعليق على "فيسبوك".


رداد الهاشمي لم يأت الى الجبهة بهتاف او قصيدة بل بسيرة عسكرية صلبة وبثقة عالية من التحالف العربي الذي يعرفه جيدا ويقدر انضباطه ومهنيته واحترامه للتوجيهات العسكرية فالاشقاء ورئاسة هية الاركان اليمنية في يعرفون هذا الرجل ويعرفوا معنى ان يُطلب بالاسم لتولي احد اكثر المحاور حساسية فالجبهات لا تُسلم لأصحاب الصور الجميلة بل لمن يحسن قراءة الأرض ويتحمل الثقة الثقيلة.


لكن العتب كل العتب على من يحول دم الجندي في الميدان إلى نكتة في وسائل التواصل وعلى من يروج لتسريبات داخلية وكأنها صكوك وطنية بينما يغفل ان الجبهة لها اخلاقها وان الجندي لا يهان مرتين مرة في الميدان ومرة في المنشور.


ليس المطلوب أن نقدس رداد الهاشمي ولا ان نجرده من النقد لكن من العار ان نسلط على رجل الجبهة سكاكين بعض المرتزقة اللفظيين في التواصل الاجتماعي بينما الحوثي يوزع صور منشوراتهم على تخوم صعدة ويحاجج بها.


رداد الهاشمي ليس ناطق إعلامي ولا يعرف كيف يصنع البطولة على الكاميرات لأنه ببساطة مشغول بفعل البطولة، ولعل من اكثر ما يوجع هو أن يترك هؤلاء القادة للمستنقع الإعلامي المفتعل دون ان يخرج صوت مسؤل لترشيد الخطاب ووضع الحد الفاصل بين الانتقاد المهني وبين الإساءة المقصودة.


ولأن السكوت عن فوضى بعض المفسبكين خيانة فأننا نحن شركاء الدم والتضحية بمحور الرزامات نكتب عن رداد لا لتمجيده بل للدفاع عن صورة المحارب الحقيقي الصورة التي تهان كلما نطق صغار الطموح باسم الكبار.