أبين _ عبدالرب راوح
ودعت مدينة الكود بمديرية خنفر اليوم الأحد واحداً من أبرز رجالها، ( شهامة وعطاءً وإنسانية )، شيعه المئات من أبناء الكود ومديرية خنفر في جنازة مهيبة قل ما شهدت مدينة الكود مثيلاً لها .. انه طبيب الغلابة والكادحين الشهم "عبود العمود" الذي ووري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة الكود بعد الصلاة عليه بجامع الحاج سيف عقب صلاة الظهر.
رحل "عبود العمود" ابن مدينة الكود وهو على مشارف العقد السادس من عمره متاثراً بذبحة صدرية مفاجئة، مخلفاً وراءه حزن عميق اجتاح نفوس جميع ابناء منطقته الذين عرفوه على مدى أكثر من ربع قرن كان خلالها "طبيباً للكادحين" مشفقاً على الفقراء، حيث أستطاع "عبود" بتعامله الإنساني معهم وأسلوبه الأخوي العفوي أن ينتزع منهم مشاعر الخجل من الفقر .. المعاينة مجانية، والوقت عادةً غير محدد فالعيادة بجانب المنزل و"العمود" دائماً على استعداد للقيام بواجبه تجاه المرضى حتى في ساعات متأخرة من الليل، وقيمة العلاج لحين ميسرة لغير القادرين، فكان منه الصبر وكان منهم الوفاء ومن الله عز وجل البركة!
فكم فرج "العمود" من هموم وخفف من آلآم على الأسر المتعسرة والغير قادرة على العلاج في عيادات مدينتي زنجبار وجعار؟!
رحل العمود وهو في أوج عطائه متشبعاً بالخبرات المتراكمة التي اكتسبها على مدى أكثر من 35 عاماً، قضاها بين عمله طبيباً مساعداً بمستشفى النصر التابع لوزارة الداخلية وبين عيادته بمدينة الكود التي افتتحها قبل حوالي 25 عاماً .. ستظل ذكراه حية في النفوس كما ظلت ذكرى من سبقوه بالرحيل من أطباء مدينة الكود محمد صالح الحاج وعلي حيمد رحمهما الله.
نسأل الله العلي القدير أن يغفر للراحل الطبيب طيب الذكر عبود العمود ويرحمه ويجعل الجنة سكنه ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..
إنا لله وإنا إليه راجعون
