آخر تحديث :الإثنين-23 يونيو 2025-12:57ص
عربي ودولي


تفاصيل عملية القبض على وسيم الأسد ابن عم بشار الأسد

تفاصيل عملية القبض على وسيم الأسد ابن عم بشار الأسد
الأحد - 22 يونيو 2025 - 10:09 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ وكالات

‏في واحدة من أذكى وأنجح العمليات الاستخباراتية التي عرفتها البلاد منذ سقوط النظام السابق، تمكّن جهاز الاستخبارات السوري العام، بإشراف مباشر من وزارة الداخلية السورية الجديدة، من استدراج واعتقال وسيم الأسد – ابن عم بشار الأسد وأحد رموز النظام الساقط – بعد أن أُوقع في فخ مُحكم أوهمه بوجود “ضابط فاسد” داخل الجهاز الأمني الجديد.

‏هذه العملية التي حملت الاسم الرمزي “كمين الذهب الأسود”، لم تكن مجرّد اعتقال. بل كانت عملية نفسية–ميدانية متكاملة، تم فيها إيهام وسيم الأسد، بدقة مذهلة، بأن الطريق إلى ثروته القديمة بات مفتوحًا، وأن بعض “الضباط الجدد” يمكن شراؤهم… بينما في الحقيقة، كانت أعين الاستخبارات ترصده من البداية، وتنسج خيوط الإطباق حوله، خيطًا بعد خيط.

‏⸻

‏تفاصيل الخطة: كيف خُدع الأسد؟


‏بدأت العملية في أوائل فبراير 2025، بعد أن التقطت أجهزة المراقبة إشارات عن تحركات وسيم الأسد في جبل محسن بطرابلس اللبنانية، ومحاولته التواصل مع بعض رجاله السابقين داخل سوريا، في محاولة لاستعادة أموال نقدية وسبائك ذهبية خبأها قرب الساحل السوري قبل فراره.


‏هنا بدأ جهاز الاستخبارات العامة السوري، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بإعداد خطة خداع محكمة. تم زرع عميل استخباري مزدوج داخل شبكة وسيم الأسد، ليقوم بدور الوسيط مع “ضابط فاسد” خيالي، قيل إنه مستعد لتقديم:

‏•بطاقات أمنية مزورة،

‏•زي رسمي لجهاز الأمن العام،

‏•ومواكب وهمية مزودة بلوحات حكومية لتغطية العملية.


‏وسيم، المأخوذ بوهم استعادة المجد، ابتلع الطُعم بالكامل. وثق بالعرض، ورتب وصوله إلى نقطة التهريب في منطقة “وادي العريضة” قرب تلكلخ، ثم توجّه إلى مزرعة قديمة كان يخبئ فيها ثروته.

‏⸻

‏ ذكاء أمني… لا يُشترى


‏ما لم يكن يدركه وسيم، أن كل خطوة من تحركاته كانت مراقبة لحظة بلحظة، وأن “الضابط الفاسد” لم يكن سوى اسم وهمي ابتكرته وحدة التخطيط الأمني النفسي في شعبة العمليات الخاصة.

‏حتى البطاقات المزورة، والزي الرسمي، والسيارات المزوّدة بأجهزة تتبع، كانت من إنتاج قسم خاص داخل جهاز الاستخبارات، صُممت لتكون قابلة للتحليل والمراقبة في كل لحظة.


‏وعند لحظة الصفر، وبعد استخراج الذهب والأموال من الأرض، وقبل اجتياز نقطة العودة نحو الحدود اللبنانية، أُغلق الطريق فجأة من ثلاث جهات، لتُغلق آخر أبواب الهروب.