في محافظة أبين وتحديدًا في مدينة جعار انطلقت مبادرة شبابية وشعبية مميزة لتعشيب ملعب البيتي أحد المعالم الرياضية التاريخية في المنطقة.
الحملة لم تكن مجرّد نشاط عابر،
بل شارك فيها نجوم من الزمن الجميل ممن صنعوا تاريخ الكرة اليمنية وأسهموا في رفع اسم اليمن في المحافل الرياضية.
هؤلاء اللاعبون عادوا اليوم ليقدموا ما بوسعهم من أجل الأجيال الجديدة عبر مبادرة تهدف إلى إعادة الحياة لملعب احتضن ذكرياتهم وإنجازاتهم.
لكن المفارقة المؤلمة أن هذه الحملة بكل زخمها الرمزي والرياضي لم تجد صدى يُذكر لدى وزارة الشباب والرياضة ولا حتى تعاطفًا علنيًا أو دعمًا معنويًا من وزير الشباب والرياضة نايف البكري.
بل إن التجاهل كان لافتًا حدّ وصفه بـالتجاهل المعتمد كما يرى كثيرون من أبناء المنطقة والناشطين الرياضيين.
ما الذي يمنع الوزير من التفاعل؟
يُطرح هنا سؤال مشروع: ما السبب وراء هذا الصمت غير المبرر؟ هل المسألة تتعلق بأولويات الوزارة؟ أم أن هناك إهمالًا متعمدًا للأنشطة الشعبية التي لا تخرج من عباءة التوجيهات المركزية؟ إن الحملة لم تطلب تمويلاً بملايين الدولارات بل كانت نداءً بسيطًا من أبناء المحافظة لالتفاتة رسمية ترفع من معنوياتهم وتُكمل ما بدأوه.
الرياضة ليست ترفًا
في بيئة تعاني من الحروب والانقسامات وانعدام الفرص تُصبح الرياضة بارقة أمل ووسيلة لجمع الشباب على أهداف إيجابية.
وملعب البيتي في جعار ليس مجرد أرضية ترابية بل فضاء اجتماعي وتربوي وترفيهي يُسهم في بناء أجيال تبعد عن دوامة العنف والانحراف.
وأقل ما يمكن أن تقدمه وزارة الشباب والرياضة هو الاعتراف بهذه الجهود ودعمها – ولو معنويًا.
دعوة لإعادة النظر
يأمل الكثير من أبناء جعار ومحافظة أبين عامة أن يعيد الوزير نايف البكري النظر في سياسات التجاهل وأن يُظهر التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرات. فالتاريخ لا يرحم من يتغاضى عن هموم الناس خصوصًا من هم في موقع المسؤولية ولا سيما حين تأتي المطالب من نخب رياضية خدمت الوطن ورفعت رايته.
خاتمة
تجاهل الحملة الشعبية لتعشيب ملعب البيتي في جعار لا يمكن تبريره بأي شكل خصوصًا في ظل مشاركة رموز رياضية من الزمن الجميل فيها.
إن كان الوزير لا يستطيع أن يكون عونًا فعلى الأقل لا يكون عائقًا.
والتاريخ سيكتب كما كتب لمن قبله من وقف مع الناس ومن أدار لهم ظهره.