آخر تحديث :الأربعاء-04 يونيو 2025-06:20م

إنحسار أدوات روسيا في منطقة الشرق الأوسط

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 12:58 ص

محمد عكاشه
بقلم: محمد عكاشه
- ارشيف الكاتب

خسارة روسيا الاخيرة لبعض اسطولها الجوي لم تكن هي البداية لإنحسار أدوات روسيا في المنطقة ، بل هناك تفاهم مسبق بين الجيشين الروسي والامريكي على مناطق النفوذ للدولتين عزز وجود هذا النفوذ وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى السلطة..


دعم أوكرانيا معنويا ولوجستيا لم يكن من الجيش الإمريكي بل من الدولة العميقة من بقايا الديمقراطيين والمخابرات الأمريكية المتحالفة مع معسكر العولمة ، كان أساسها الإتحاد الأوربي داعم على المكشوف ، لذا يحاول ترامب قصقصة أجنحة الدولة العميقة..


وضع ترامب نصب عينيه تقاسم النفوذ مع روسيا وتشديده حصار الصين في غرب المحيط الهادي وقطع طرقها التجارية فكانت حركة الحوثيين في البحر الأحمر هي الذريعة..


سقوط بشار الأسد والتضييق على إيران في العراق قطع آخر أمل للصين في طريقها البري نحو أوكرانيا والمانيا وصولا الى بحر الشمال والمحيط الاطلسي، وهذا جعل تركيا ترضخ للإرادة الامريكية وتتحسس مكامن الخطر فيما إذا أصرت على تحالف حزام وطريق الصيني..


إسرائيل نفسها تشعر بالخطر حيث أن ثلث الإسثمارات الإسرائيلية في الصين واتخاذ الصين مينا حيفا كمحطة ترانزيت للتسويق إلى أوروبا..


نأتي لتقاسم النفوذ..


لم يعد لدى الإتحاد الأوربي من داعم أمريكي فقد تركت أمريكا الدول الأوربية تواجه مصيرها من إصرارها على دعم أوكرانيا..


الدب الروسي سيتصرف بحرية في شرق أوربا وسيعيد بناء قواعده وأدواته هناك وتلك منطقة نفوذ روسية تهدد المانيا وفرنسا وبريطانيا ، ستلعب روسيا لعبتها القديمة في الشأن الأوربي ولمدة أربع سنوات من بقاء ترامب في السلطة ستتجرع أوربا الغربية مرارة الخذلان..


في نفس الوقت يعاد النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، روسيا كذلك ضحت بأدواتها في المنطقة آبتداء من إيران وأذرعها ، لم تعد هناك إستراتيجية مشتركة تربط إيران بروسيا وطالما ظلت إيران هي فنار الصين في قلب الشرق الأوسط فعليها أن تتجرع الألم الأمريكي رويدا رويدا..


وهكذا يعود النفوذ الامريكي في الشرق الاوسط وبقوة معلنا بداية إنحسار أدوات روسيا وسط تقاسم نفوذ حقيقي ..


نفوذ روسي في أوربا..


ونفوذ أمريكي في الشرق الأوسط..


أين ستذهب أدوات روسيا القديمة..


حتما ستتجه شرقا نحو الصين للبحث عن حليف قوي بديلا عن الروس وهنا سيكون محور الصراع القادم..


أمريكي…صيني..


بعد خروج روسيا من التحالفات الشرقية…


أدوات المحور الشرقي في حالة موت سريري تبحث عمن ينعشها دون جدوى فالصين واقعة في دائرة ضيقة .. ضيقها ترامب بتفاهمه مع روسيا