أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، أن بلاده لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية، مشددًا على التزام طهران بالشفافية في برنامجها النووي.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن "بزشكيان" قوله، خلال لقائه مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية كازاخستان مراد نورتلئو، إن إيران مستعدة دومًا لعمليات التفتيش على منشآتها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف الرئيس الإيراني أن "حرمان الشعوب من المعرفة والتقنية والإنجازات العلمية أمر غير مقبول"، مؤكدًا أن الادعاءات حول البرنامج النووي الإيراني لا أساس لها، وأن إيران -مرارًا- أوضحت أنها لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تقرير سري
على صعيد متصل، كشف تقرير سري أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق، بطلب من مجلس محافظيها في نوفمبر الماضي، أن إيران قامت سابقًا بأنشطة نووية غير معلنة استخدمت فيها مواد نووية في 3 مواقع لا تزال قيد التحقيق، إلى جانب مواقع أخرى محتملة، في إطار ما وصفه التقرير بأنه "برنامج نووي منظم غير معلن" استمر حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأوضح التقرير أن إيران زادت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مشيرًا إلى أن مخزونها من هذا النوع بلغ نحو 409 كيلوجرامات بزيادة تقارب 49% منذ تقرير فبراير الماضي، وهي كمية كافية لتصنيع سلاح نووي في حال تم تخصيبها إلى مستوى 90%.
أما إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بجميع درجاته، فقدّره التقرير بنحو 9247.6 كيلو جرامًا، وهو ما يتجاوز بنحو 45 مرة الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي لعام 2015، والذي حدد السقف عند 202.8 كيلوجرام بنسبة تخصيب 3.67%.
رد فعل إيران
رفضت إيران، ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، متهمة الوكالة بالخضوع لضغوط سياسية وترويج مزاعم قديمة تستند إلى معلومات مصدرها إسرائيل.
وأصدرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانًا مشتركًا أعربتا فيه عن أسفهما إزاء نشر التقرير، الذي اعتبرتاه "مسيّسًا"، مشددتين على أن طهران أكدت مرارًا وتكرارًا عدم وجود أي مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة.
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن التقرير يستند إلى "مزاعم حول أنشطة ومواقع تعود لعقود ماضية"، ولا يعكس مستوى التعاون الحقيقي الذي أبدته إيران للوكالة.
وأضاف البيان أن إيران ستتخذ "التدابير المناسبة" ردًا على أي محاولة لاتخاذ إجراءات ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة.
وردًا على التقرير، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي باتخاذ "إجراءات فورية" لوقف البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن "البرنامج الإيراني ليس سلميًا" وأن "مستوى التخصيب الذي تبلغه إيران لا يبرره أي استخدام مدني".
وأضاف نتنياهو في بيان رسمي: "هذا التقرير يعزز ما قلناه منذ سنوات: إيران مصممة على امتلاك سلاح نووي، ويجب التحرك الآن".
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه حذر نتنياهو من اتخاذ أي خطوات من شأنها "عرقلة المحادثات مع إيران"، إلا أنه جدد تأكيده أن "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا"، ملمحًا إلى اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق.