توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم الجمعة، العاشر من شهر ذي الحجة، لرمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة المصطفى، صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن منّ الله على الحجاج بالوقوف على صعيد عرفات، وأدّوا الركن الأعظم من أركان الحج، باتوا ليلتهم في "مزدلفة " تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة الخدمات التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي؛ ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بيسر وطمأنينة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى، شرعوا في رمي جمرة العقبة، ثم اتجهوا إلى نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة.
وفي مشعر منى، يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق، يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث، بدءًا بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، كل منها بسبع حصيات.
واتسمت نفرة الحجيج بالهدوء والسكينة، تحفهم عناية الله سبحانه وتعالى، ثم جهود القطاعات المعنية بالحج، التي أسهمت في انسيابية حركة جموع الحجيج، ليؤدوا نسكهم في يسر وأمان.
صلاة العيد في الحرم المكي
وشهد المسجد الحرام صباح اليوم توافد جموع الحجاج والمصلين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالسكينة والخشوع.
وتوافد المصلون منذ ساعات الفجر الأولى إلى صحن الطواف وساحات الحرم، حيث امتلأت أروقة المسجد بالحجاج الذين أتموا مناسكهم؛ استعدادًا لنحر الأضاحي بعد أداء الصلاة.
وترددت تكبيرات العيد في أرجاء الحرم، بينما علت أصوات الدعاء والابتهال، في مشهد يعكس وحدة المسلمين واجتماعهم على أداء الشعائر المقدسة.
وجرت الصلاة وسط تنظيم دقيق وإجراءات مكثفة لضمان سلاسة دخول وخروج المصلين، إذ وفرت الجهات المعنية الخدمات اللازمة للحجاج من توزيع المياه، وتأمين المسارات، وتقديم الإرشادات لضمان انسيابية الحركة داخل المسجد الحرام.
مقاصد الحج الجليلة
وأوضح خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي أن في هذا اليوم اجتمع عيدان، عيد الأضحى ويوم الجمعة، فمن شهد العيد سقطت عنه الجمعة وأن من أجلّ الأعمال في هذه الأيام التقرب إلى الله بذبح الهدي والأضاحي، ويُجزئ من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ولا تجزئ العوراءُ البينُ عورها.
وأضاف أن مناسك الحج تؤول إلى مقاصد جليلة، أعلاها توحيد الله جل وعلا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما استوت ناقته على البيداء، أهلَّ بالتوحيد، وصعد على جبل الصفا، ودعا بالتوحيد فتارة يلبي، وتارة يهلل، وتارة يكبر.
