في خطوةٍ تُجسّد التميّز الأكاديمي والانطلاقة النوعية في مجال التعليم الهندسي، شهدت جامعة الأوائل الحديثة يومًا علميًا استثنائيًا، تمثّل في مناقشة مشاريع التخرّج للمجموعة الأولى من الدفعة الأولى بكلية الهندسة، في حدثٍ وصفه الحاضرون بأنه نقلة نوعية في مسيرة الكلية وتجسيد حيّ لشعار الجامعة في الريادة والابتكار.
جرى الحدث بحضور معالي رئيس الجامعة، البروفيسور مبارك السباعي، الذي عبّر في كلمته الافتتاحية عن فخره واعتزازه بمستوى الطلبة ومشاريعهم، مؤكدًا دعم الجامعة اللامحدود للبحث العلمي وتطويع التكنولوجيا لخدمة التنمية والمجتمع. كما شارك في الفعالية نائب رئيس الجامعة، وعميد كلية الهندسة، الدكتور هشام باكرمان، الذي أشاد بجهود أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية في الوصول إلى هذه المرحلة المتقدّمة من الإنجاز العلمي.
تكوّنت لجنة المناقشة من نخبة من الكفاءات الأكاديمية والمهنية، ضمّت كلًا من:
الدكتور حسن مقيبل
الأستاذ عصام باسليمان
الأستاذ رامي الذيباني
وقد أبدى أعضاء اللجنة إعجابهم بالمستوى المتقدم الذي قدّمه الطلبة، من حيث عمق الفكرة، ودقة التنفيذ، وجودة العرض، والقدرة على ربط الجوانب النظرية بالتطبيق العملي.
توزّعت المشاريع التي تم مناقشتها على تخصّصين رئيسيين، أظهر الطلبة فيهما نضجًا معرفيًا واستيعابًا راسخًا لمفاهيم تخصصاتهم:
قدّمت إحدى المجموعات من تخصص نظم المعلومات الإدارية مشروعًا تطبيقيًا متكاملًا بعنوان:
"نظام إدارة المختبرات الصحية في ساحل حضرموت"
ويهدف المشروع إلى رقمنة خدمات المختبرات، وتحسين جودة التقارير الطبية، وتنظيم سجلات المرضى والعينات، وتحقيق تكامل بين الكوادر الطبية والأنظمة الإلكترونية. وقد راعى المشروع أعلى المعايير العالمية في تصميم واجهات الاستخدام، وضمان أمن البيانات، وسهولة التكامل مع الأنظمة الطبية الأخرى، ما يجعله مشروعًا ذا قيمة عملية مضافة في الواقع الصحي المحلي.
أما مجموعة تخصص هندسة الشبكات فقدّمت مشروعًا هندسيًا مبتكرًا بعنوان:
"تصميم شبكة متكاملة لمنشأة متعددة المواقع"
وقد تضمّن المشروع تصميم بنية تحتية متطورة لشبكة مؤسسية شاملة، باستخدام بروتوكولات حديثة ومعايير أمنية عالية، مع التركيز على الأداء، والموثوقية، والتوسع المستقبلي. أظهر الطلبة قدرة فائقة على دمج البرمجة مع هندسة الشبكات، مع تقديم محاكاة حية للتصميم باستخدام أدوات عالمية مثل Cisco Packet Tracer وGNS3.
وقد اختتمت جلسات المناقشة بتكريم الطلبة المشاركين، وسط إشادات واسعة من الحضور الذين أثنوا على المستوى الرفيع للمخرجات، وروح الابتكار، والعمل الجماعي، ومهارات العرض والإقناع التي اتسم بها الطلبة.
وفي هذا السياق، أعلن نائب رئيس الجامعة الدكتور هشام باكرمان أن مناقشة بقية مشاريع التخرّج والمجموعات الأخرى ستُستأنف بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، وذلك ضمن جدول أكاديمي منظّم يضمن العدالة في التقييم والفرصة الكاملة لجميع الطلبة لعرض إبداعاتهم وجهودهم البحثية.
تؤكد هذه الخطوة أن جامعة الأوائل الحديثة تمضي بثقة نحو ترسيخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية تُعنى بصقل الكفاءات، وتعزيز مخرجاتها وفق معايير الجودة العالمية، لتكون شريكًا فاعلًا في بناء المستقبل، وإعداد كوادر هندسية قادرة على صناعة التغيير الإيجابي في المجتمع.