يتواصل اليوم التاسع عشر على التوالي مخيم الاعتصام الشعبي المفتوح بمدينة سيئون بمحافظة حضرموت، في مشهد وطني متصاعد يعكس حجم الوعي الشعبي والالتفاف الجماهيري الكبير حول المطالب الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها إعلان دولة الجنوب العربي، والاصطفاف الكامل خلف القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها الضامن للأمن والاستقرار وحماية مكتسبات الشعب الجنوبي.
وشهد المخيم منذ ساعات الصباح توافدًا لافتًا للوفود الشعبية والقبلية من مختلف مديريات وادي وصحراء حضرموت، حيث عبّرت عن دعمها المطلق لمطالب المعتصمين، مؤكدة أن هذه الساحة تمثل صوتًا حرًا وإرادة شعبية لا يمكن تجاوزها، وأن مطالب أبناء الجنوب باتت واضحة ومحددة وتعكس تطلعات شعب طالما عانى من التهميش والإقصاء.
وتقدّم مشهد الفعاليات الشعبية حضور حافة الحوطة للألعاب الشعبية الشبواني، حيث أعلنت مشاركتها الفاعلة في المخيم، مجددة من خلال هذا الحضور التراثي دعمها الكامل لمطالب المعتصمين، مؤكدة أن الهوية الجنوبية الجامعة تمتد من الموروث الثقافي والاجتماعي وصولًا إلى الموقف السياسي والوطني الموحد.
وعصرًا، شهدت ساحة الاعتصام فعالية شعبية مميزة تمثلت في أداء لعبة الشبواني، نظّمتها حافة الحوطة، في أجواء حماسية جسدت عمق الترابط بين الفعل الشعبي والتراثي وبين القضية الوطنية. وردّد المشاركون خلالها أبياتًا شعرية وأناشيد وطنية عبّرت عن الفخر بتضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية، مشيدين بدورهم المحوري في تحرير وادي وصحراء حضرموت، ومؤكدين أن هذه التضحيات تمثل حجر الأساس في طريق استعادة الدولة وبناء مستقبل آمن ومستقر لأبناء الجنوب.
وأكد المشاركون أن استمرار الاعتصام لليوم التاسع عشر يعكس إصرارًا شعبيًا راسخًا على مواصلة الحراك السلمي حتى تحقيق كافة المطالب، وفي مقدمتها إعلان دولة الجنوب العربي، مشددين على أن هذه الفعاليات تأتي في إطار نضال وطني سلمي ومنظم، يعكس وعيًا ومسؤولية وطنية عالية، ويبعث برسائل واضحة للداخل والخارج عن وحدة الصف الجنوبي وعدالة قضيته.
ويواصل مخيم الاعتصام الشعبي بمدينة سيئون فعالياته اليومية المتنوعة، ما بين مشاركات شعبية وأنشطة ثقافية وتراثية وكلمات وطنية توعوية، في مشهد يعكس حيوية الساحة وقدرتها على التعبير عن تطلعات أبناء الجنوب، مؤكداً أن خيار استعادة الدولة لم يعد مجرد مطلب، بل إرادة شعبية راسخة تتجسد يومًا بعد آخر في ميادين النضال السلمي.
