آخر تحديث :الإثنين-13 أكتوبر 2025-10:13م
أخبار وتقارير


الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.. محطة مضيئة في تاريخ الحرية والاستقلال

الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.. محطة مضيئة في تاريخ الحرية والاستقلال
الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - 07:05 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب/فهد حنش أبو ماجد



تُطل علينا يوم غداً الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة الثورة التي شكّلت منعطفاً تاريخياً مفصلياً في حياة أبناء الجنوب، وفتحت فجر الحرية أمام شعبٍ أنهكته قيود الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدر الوطن لأكثر من 129 عاماً.


انطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م حين واجه الثوار الأحرار آلة القهر الاستعماري بصدور عارية وإيمان راسخ بالحرية، فسطّروا بدمائهم الزكية أروع صفحات النضال والتضحية حتى تحقق النصر التاريخي في 30 نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني عن تراب الجنوب الطاهر.


لم تكن ثورة 14 أكتوبر مجرد حدث سياسي عابر بل كانت مشروعاً لبناء الدولة الوطنية الحديثة على أسس من العدالة والمساواة والنظام والقانون. فقد نجحت في إنهاء الصراعات القبلية التي كانت تمزق النسيج الاجتماعي، ورسخت قيم الوحدة الوطنية، لتسود روح الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية.


وفي ظل دولة الاستقلال الوطني أُقر التعليم المجاني والإلزامي، فانتشرت المدارس والمعاهد في كل أنحاء الوطن، وتم القضاء على الأمية، لتصبح جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك في طليعة دول المنطقة من حيث التعليم. كما شهد القطاع الصحي طفرة نوعية بتوفير خدمات التطبيب المجاني وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية التي رفعت من مستوى الرعاية الصحية وحسّنت حياة المواطنين.


أما في الجانب المعيشي، فقد أولت حكومة الثورة اهتماماً كبيراً بتوفير الوظائف لكل القادرين على العمل، حتى غابت البطالة عن البلاد، وتم دعم المواد الأساسية وتقديمها بأسعار رمزية لتكون في متناول الجميع ما أرسى حالة من الاستقرار الاجتماعي والمعيشي غير المسبوقة.


ورغم تلك المنجزات العظيمة التي حققتها الثورة إلا أن البلاد لم تتمكن من الحفاظ عليها طويلاً، بسبب الأخطاء السياسية والتعبئة الخاطئة التي قادتها بعض الأطراف نحو الاندماج مع دولة الشمال المتخلفة التي سعت إلى طمس الهوية الجنوبية والقضاء كل المنجزات التي تحققت على كافة الأصعدة مما أدى إلى تراجع مكتسبات الثورة، وعودة مظاهر الفقر والبطالة، وتغذية وتشجيع النزعات القبلية، وغياب دولة النظام والقانون والعدالة، والمواطنة المتساوية.


وبرغم كل ما واجهه الشعب الجنوبي من تحديات ظل وهج ثورة الرابع عشر من أكتوبر حياً في وجدان أبنائه، ورمزاً للنضال الوطني ومصدر إلهام للأجيال المتعاقبة التي ما زالت تستلهم من تضحيات الأبطال قيم العزة والإصرار على استعادة الكرامة والسيادة الوطنية.


وفي هذه المناسبة الوطنية المجيدة، يجدد أبناء الجنوب العهد والوفاء لدماء الشهداء الأبرار الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة، مؤكدين أن روح أكتوبر ستبقى خالدة، ومشعل الحرية الذي يضيء درب الأجيال نحو مستقبلٍ يسوده العدل والكرامة والسيادة الوطنية.


المجد والخلود لشهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة، والعزة والنصر والتمكين للشعب الجنوبي، والخزي والعار للخونة والمتآمرين على قضيته العادلة.