في زمنٍ باتت فيه الموازين مقلوبة واختلط فيه الحق بالباطل، وضاعت الحدود بين الحلال والحرام، أصبح الإنسان يسير في الطرقات وهو يتلفّت خلفه، لا خوفاً من ذئاب الغابة، بل من ذئاب البشر. نعيش في أيامٍ قَلَّت فيها الأمانة وكَثُرَ فيها الغدر والخيانة، وصار قتل الإنسان بدم بارد أهون من ذبح الشاة.
تمشي وأنت آمن مطمئن، لتكتشف فجأة أنك وقعت ضحية للصوص يسلبونك ما تملك دون أن تشعر بشيء، وكأن القانون غائب أو نائم في سبات طويل. المصيبه الكبيره أن لصوص اليوم يستخدمون وسائل حديثه للسرقة مثل الفوكسي أو الدباب .أما العلاقة بين المواطن والحكومة، فقد اختزلت في ورقة كشف الراتب، لكنها في الواقع مجرد وهم؛ فإن وجِدَ الراتب فهو لا يغطي حتى ثمن قطمه دقيق ولترين زيت وخمسه كيلو سكر لا اقل. ولا اكثر
في بلادنا والذي كانت تسمى السعيده ، تحولت الحياة فيها إلى جحيم مفتوح؛ ليس فقط بسبب الوجع الاقتصادي والحروب التي دمرت كل ما هو جميل،والفساد الذي لا يزال ينخر في جسد هذا الوطن بل لأن الضرر امتد ليطال الأخلاق والقيم. المواطن ينهك يومياً في معركة طويلة مع الفقر وغياب الخدمات الأساسية. فالحكومة التي يفترض أن توفر الأمن والعدل، والصحة والتعليم، والمياه والطرقات، غابت وكأنها لم تكن، تاركة الناس يواجهون مصيرهم وحدهم.
فمنهم المستفيدون من هذه الاوضاع ؟ لا تسأل كثيراًعنهم فالمستفيدون من هذه الاوضاع معروفون، يتاجرون بمعاناة الناس ويقتاتون على وجعهم والمهم ومع ذلك، لن نيأس. نعم لن نياس، فالحياة مستمره رغم الالم والوجع ، لكننا نؤمن بأن بعد كل عسرٍ يُولد يسر، وأن الليل مهما طال فلا بد أن يعقبه فجر جديد. ننتظر الفرج من الله، ونعرف جيداً أن الشعوب لا تموت، وأن الصبح قادم مهما تأخر.
هذا هو آخر الكلام... لكنه ليس نهاية الحكاية
/عبدالقادر السميطي
دلتا ابين