كتب/حسين صالح التام:
طلب العلم في ذاته مهمة عظيمة ، حتى ان طالب العلم كالمجاهد في سبيل الله، واعظم درجات العلم البحث و الدراسة المتخصصة والعميقة في مجال ما، وغالبا مايزداد العالم او الباحث تواضعا كلما ارتقى درجة من درجات العلم .
وفي الاوساط الاكاديمية هناك درجات علمية تلي درجة البكالريوس وهما مرحلتا الماجستير والدكتوراه وخلال الرحلة العلمية بهذة الدرجات يوجد طالب و مشرف خلال مرحلة البحث العلمية ، وتلك مهمة علمية واخلاقية في آن معا .
ان عملية الاشراف العلمي لابد ان يسودها الاحترام المتبادل والتفاهم بين الطالب ومشرفه، ومن بدايات هذة الرحلة ووفقا لمقتضياتها ان يحدد المشرف ان كان متفرغا لعملية الاشراف العلمي على الطالب او لا. فاذا وجد ما يثنيه عن اداء هذا الدور نتيجة السفر او الانشغال أو زيادة المسؤوليات فلا ضير ان يعتذر عن الاشراف من البداية حتى لا يتسبب في تأخير الطالب في دراسته كونها فترة محددة ولن تكون مفتوحة بالطبع ، وان كان يجد وقتا للقيام بالاشراف على الطالب ومتابعته فلا ضير من القبول وان يحدد مع الطالب طريقة تواصلهما ولقائتهما الدورية خلال رحلة البحث العلمي.
وضمن هذة العلاقة بين المشرف والطالب لابد ان ينظر المشرف للطالب نظرة الاب لابنه من حيث الحرص على مصلحته وتحفيزه وتشجيعه على العمل والابداع وتعليمه الصبر ومهارات البحث والتوجية المستمر والاستجابه لتساؤلات الطالب فيما اشكل عليه من مسائل وافكار والمساهمة في بناء الثقة المتبادلة حتى يصبح البحث ضمن معايير العمل العملي الرصين متصفا بالجودة والعمل الجيد.
ومن ضمن اخلاقيات الاشراف العلمي النزاهة العلمية والشفافية والالتزام باللوائح والقوانين والقواعد الاخلاقية الراقية .
ومن حق الطالب على المشرف العلمي تقييمه بعداله وموضوعية اثناء البحث وعند الحصول على الدرجة العلمية ، وان يتعلم اجراء كل تفاصيل البحث خصوصا عند بدايه البحث العلمي بمرحلة البكلاريوس والماجستير اما في مرحلة الدكتوراه فان الباحث الذي تلقى تعليما جيدا قد اصبح باحث في الاساس رغم ان اطروحة الدكتوراه هي عمل اعمق من المراحل السابقة واضافة علمية لميدان البحث وتتصف بالاصالة والابداع ومعالجة مشكلة لم يسبق الباحث احد في معالجتها ولابد من دور للمشرف العلمي، لكن الطالب بمرحلة الدكتوراه اصبح اكثر نضجا وفهما وادراكا في أعداد وكتابة البحث.
ختاما ان الاشراف العلمي ليس نزهة ولا استعراض عضلات انما هي عملية منظمة منهجية اساسها الغوص والتنقيب في المصادر والقراءة الواسعة والنقاش العلمي الهادف واختيار الادوات البحثية المناسبة وعلاقة تحكمها الاخلاق قبل أي شيء .