يعد مرض شلل الأطفال من الأمراض التي تفتك بالأطفال خصوصاً في الدول النامية بفعل الجهل وغياب الوعي الصحي المجتمعي والمعتقدات الخاطئة عند بعض الناس، فيتعرض أطفالهم للأمراض الفتاكة ويصابون بإعاقات بدنية وذهنية أو يموتون أمام أنظارهم بسبب جهلهم في الوقت الذي يمكن إنقاذهم من هذه الأمراض بالتحصين الذي تطعم به جميع دول العالم المتقدمة أطفالها من الأمراض المعدية القاتلة، فينشأ أطفال تلك الدول تنشئة سليمة فيصبح كل فرد في تلك المجتماعات صحيحاً بدنياً وذهناً ومنتجاً يسهم في رفعة وطنه وتقدمه بينما في بلداننا فتفتك الأمراض ببعض أطفالنا الذين يصبحون معاقين فيعيشون عالة على الوطن والمجتمع وأسرهم فيتفرغ جزء كبير من أفراد المجتمع لرعاية هؤلاء المعاقين، وتهدر نسبة كبيرة من ثروات ودخل الأسرة والوطن لتوفير الرعاية الصحية وإعالة هذه الفئة وقضاء إحتياجاتهم الشخصية.
لقد أُثبت علمياً وبما لا يدع مجالاً للشك أن مرض شلل الأطفال مرض خطير وشديد العدوى يصيب الأطفال ما دون عمر الخمس سنوات الذين لم يحصلوا على التطعيمات الروتينية أو التعزيزية بالإعاقة الدائمة أو الوفاة، ولا يوجد له أي علاج، فالإجراء الوحيد الذي يمكن حماية الأطفال به هو التحصين الذي يقوي جهازهم المناعي ويحصنهم ويحميهم من الإصابة بهذا المرض.
لقد حرصت شريعتنا الإسلامية على حماية النفس البشرية ووقايتها وتحصينها والتداوي من الأمراض المهلكة والأدلة الشرعية كثيرة على ذلك، ولم يوجد أي محظور شرعي عن التحصين بل توجد نصوص تؤكد على وجوبه لتحصين الأمة من الأمراض وهذا ما أكد عليه بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفتاوى كبار العلماء.
يتم ترويج بعض الشائعات ضد التطعيمات من قبل البعض ويتعاطي معها بعض الجهلة بحجة أن الكفار واليهود يدسون للمسلمين الأمراض في هذه الطتعيمات فيجب مقاطعتها.
فنقول لهؤلاء أن المشار إليهم لم يمنحونا التطعيمات حباً فينا وإنما حرصاً منهم أن لا تنتشر هذه الأمراض إلى شعوبهم إذا تفشت في بعض الدول المتخلفة، فيحاصرون ويحاربون هذه الأوبئة في مواطنها وينفقون عليها مليارات الدولارات، ولو أرادوا تصدير الأمراض إلى أطفالنا لدسوها لهم في الأدوية وحليب الأطفال والكثير من المنتجات التي نستوردها منهم وبالعملة الصعبة.