بقلم: عبدالله علي الحسيني
خبير زراعي
في عالم التجارة والمال، كان يُقال دائمًا: "الركود جزء من الدورة الاقتصادية"، لكن ما نعيشه اليوم ليس مجرد ركود عابر، بل هو سكتة اقتصادية حادة ونتكلم بصدق موجع عن واقعنا: "لم أرَ ركودًا بهذا الشكل إطلاقًا"، وكأننا أمام مشهد يتجمد فيه الزمن وتتوقف فيه حركة الأسواق عن التنفس.
اليوم أصبح البيع شبه ميت، والشراء مؤجل إلى إشعار قد لا يأتي، والمشاريع إما معلقة أو في غرفة الإنعاش تنتظر معجزة. حتى التفاؤل الذي كان يومًا ما رصيدًا مجانيًا بين الناس، أصبح عملة نادرة لا تجدها في جيوب المتفائلين.
المؤلم ليس في الركود وحده، بل في الصمت المطبق، وكأن الجميع يخشى النطق بالحقيقة. الكل يتحدث عن الأمل، لكن لا أحد يعترف أن عجلة الاقتصاد قد تعطلت تمامًا، ولا أحد يجرؤ أن يقول: نحن في أزمة حقيقية.
التجار يهمسون، المستهلكون يئنّون، المستثمرون يتراجعون، والمشاريع تموت بصمت… ولا تزال الأسئلة تتكرر:
هل هذا الوضع طبيعي؟
هل هو مؤقت؟
متى سنعود للحياة؟
لكن الإجابة واضحة وقاسية: لن يحدث شيء إذا استمررنا في التجاهل.
الوقت ليس للبكاء على الأطلال، بل للمصارحة، والتحرك، والبحث عن حلول جذرية. نحن جميعًا في قارب واحد، وإذا لم نواجه الحقيقة الآن بكل شجاعة، فالغرق سيشملنا جميعًا: تاجرًا، ومستهلكًا، ومستثمرًا، وحتى مسؤولًا.
ليس هذا الكلام دعوة للتشاؤم، بل هو جرس إنذار.
لأن الخطر الحقيقي هو أن نستمر في الصمت حتى نصبح خارج اللعبة تمامًا.
*الخبير الزراعي* **عبدالله علي* *الحسيني*
* *دلتا أبين**