أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثان بعد يوم من استهداف طهران لقاعدة "العديد" الجوية.
وأعرب الرئيس الإيراني في بداية المكالمة عن أنَّ هذا الاتصال يأتي بقصد التضامن مع قطر وشعبها العزيز، قائلًا: "تواصلت معكم في أول فرصة لأؤكد أن ما حدث بالأمس كان مجرد رد فعل على المشاركة المباشرة والواضحة لأمريكا في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على أراضي إيران، ولا يُعد بأي شكل من الأشكال مواجهة إيران مع دولة صديقة وشقيقة وجارة كقطر".
وذكر "بزشكيان" أنَّ "الحكومة والشعب الإيراني على دراية تامة بالنوايا والمواقف الودية والأخوية لدولة قطر تجاههم، ويُكنّون تقديرًا عميقًا لكل أشكال الدعم والتعاطف والمساندة من الحكومة والشعب القطري، خصوصًا في الأوقات العصيبة".
زعزعة الاستقرار في إيران
وتابع: "أنتم تعلمون أننا كنا في خضم مفاوضات لحل الخلافات، لكننا تعرّضنا للهجوم خلال هذه المفاوضات، ورغم تقديم اقتراحات للجلوس إلى طاولة التفاوض، إلا أن إجراء مفاوضات تحت التهديد والعدوان العسكري لا يكون إلا لفرض مطالب المعتدي، ولهذا لم نقبل بذلك، وكان لا بد أولًا من الرد المناسب على العدوان الذي شنّه الاحتلال".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنَّ "اليوم أدرك الاحتلال وداعموه أن إيران ليست غزة أو لبنان أو سوريا، حتى يمكنهم زعزعة وضعها بعدة هجمات وتحقيق أهدافهم، فالشعب الإيراني سيقف حتى النهاية ويدافع عن حقوقه المشروعة".
وأوضح أن طهران تسعى لتوسيع علاقاتها البنّاءة والودية والأخوية مع قطر، وأعرب عن أمله في لقاء قريب في الدوحة مع أمير قطر؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
مبدأ حُسن الجوار
من جانبه، جدّد أمير قطر تميم بن حمد إدانة بلاده الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة "العديد" الجوية من قِبل الحرس الثوري الإيراني، باعتباره انتهاكًا صارخًا لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
كما عبّر الأمير القطري عن أن هذا الانتهاك يتنافى تمامًا مع مبدأ حُسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، لا سيما أنَّ قطر كانت دائمًا من دعاة الحوار مع إيران، وبذلت جهودًا دبلوماسية حثيثة في هذا السياق.
وشدّد على ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار، سعيًا إلى تجاوز هذه الأزمة والحفاظ على أمن المنطقة وسلامة شعوبها.