آخر تحديث :السبت-21 يونيو 2025-02:16ص
أخبار وتقارير


مدافن الحبوب... حكمة من ذهب وذاكره نحتت في قلب الصخور

مدافن الحبوب... حكمة من ذهب 
 وذاكره نحتت في قلب الصخور
الجمعة - 20 يونيو 2025 - 10:29 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ خاص

في زمنٍ كانت الحكمة فيه تسبق الحاجة وكانت الكلمة الطيبة والسواعد الصلبة هي التي تبني الحضارات نحت أجدادنا مدافن الحبوب في قلب الصخور لا بأدوات حديثة بل بأظافرهم وصبرهم

وحرصهم على المستقبل

هذه المدافن التي لا يكاد يخلو منها بيتٌ في كثير من قرى بلادنا ليست مجرد تجاويف في الجبال أو في مداخل المنازل بل هي ذاكرة حية لحضارة عرفت كيف تخزن قوتها حين كانت* *الأمانة زادًا*

* *والتخطيط* *للمستقبل واجبًا* .


تخزن هذه المدافن كميات هائلة من الحبوب، قد تصل إلى أكثر من ٩٠٠ كيلة والكيله تساوي اربعه اثمان والثمين يساوي تقريبا 2.75كجم وكانت تُبنى بطريقة تجعلها تحافظ على الحبوب لعشرات السنين وربما أكثر دون تلف أو تسوس

تخيّلوا! مخزونٌ كهذا كان يكفي لإعالة أكثر من أسرة لأكثر من سنتين في أحلك الظروف وهذا ما نسميه بالاستعداد الحقيقي والتفكير العميق في المستقبل كان عندهم الأمن الغذائي اساس الحياة

ولأنهم أدركوا قيمة الحبوب

كانوا يرددون حكمةً عظيمة:

**اخزن سوس ولا* *تخزن فلوس*

نعم المال قد يُسرق أو يفقد قيمته أما الحبوب فهي الحياة وهي التي تطعم الجائع وتحفظ الكرامة وقت الشدة.

واليوم ومع ما يمر به وطننا والعالم من حروب وأزمات وجوع وخوف وجفاف وتغيرات مناخيه أثرت كثيرا على الجميع بات من الضروري أن نعيد إحياء هذه القيم وأن نتأمل حضارتنا لا كماضي بل كدروس خالدة تنفعنا في الحاضر وتضيء لنا طريق المستقبل فهل آن الأوان

أن نعيد الاعتبار لتلك المدافن

وننظر إليها كأحد أهم رموز الأمن الغذائي والعيش الكريم؟

ختاما ..

رحم الله من تعب وسهر ونحت وبنى هذه المدافن وترك لنا

إرثًا لا يُقدّر بثمن

وأسأل الله أن يسكنهم فسيح جناته فقد أدوا الأمانة وعلّمونا أن التخزين ليس ترفًا بل ضرورة وأن الحكمة في أيادي المزارعين كانت أبلغ من كثيرٍ من كتب اليوم


من /م.عبدالقادر السميطي

دلتا أبين