بقلم: حسين العولقي
"ما هكذا تُورد الإبل يا سعد"، مثلٌ عربي يُضرب فيمن يعمل عملاً بطريقة غير صائبة أو لا تتناسب مع الموقف، هذا المثل قاله مالك بن زيد بن مناة التميمي، ويبدو أنه ينطبق تمامًا على الأوضاع التي تمر بها محافظة أبين في الوقت الراهن، وما نخشاه، هو أن يأتي يومٌ لا نجد فيه لا الإبل، ولا سعد، ولا حتى البئر التي تروي ظمأها، فنكون كمن نقضت غزلها من بعد قوة، ونندم حين لا ينفع الندم.
وعند الوقوف أمام القرار الأخير لمحافظ محافظة أبين، اللواء أبوبكر حسين سالم، بشأن فتح طريق عقبة ثرة الجبلي الرابط بين أبين ومحافظة البيضاء اليمنية، نجد أنه قرار غير مدروس، ولا يخدم أبناء مديريتي لودر ومكيراس وأبين عامة، بل يفتح الباب أمام مخاطر جسيمة، في ظل واقع أمني وعسكري غير مستقر.
فمديرية مكيراس ما تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وسكانها في حال من التشرد، والطريق المزمع فتحه مليء بالألغام، ما يهدد سلامة وأمن المواطنين، ويمنح الحوثيين فرصة عبور ميسرة إلى مناطق أبين، بل والوصول إلى العرقوب دون مقاومة تُذكر.
لقد ازدادت الشكوك حول موقف المحافظ، وإن بدا القرار منسجمًا مع بعض المطالب المجتمعية، إلا أن خلف الكواليس ما يثير الريبة والقلق، فنحن نشاهد لقاءات متكررة مع شخصيات مرتبطة بمليشيا الحوثي، تُطالب بإلحاح بفتح طريق ثرة، فنتساءل:
ما الفائدة التي ستعود على المواطن؟
هل هناك اتفاقات أو ضمانات؟
يا محافظ أبين... أين وحدة الصف الأبيني؟ أين تلك الوعود التي قُطعت؟ إن إصدار القرارات بهذه الطريقة المرتجلة والعبثية لا يُظهر احترامًا لدماء الشهداء الذين ضحوا دفاعًا عن لودر ومكيراس، وإن فتح الطريق بهذه الصورة بمثابة خيانة صريحة لدماء الشهداء، وقد نرى، لا قدّر الله، مليشيا الحوثي تعود لتجوب شوارع لودر وتعيد نصب نقاطها العسكرية حتى تصل العرقوب!
ويبدو أن هناك من يُعطي ضوءًا أخضر غير معلن للحوثيين للتوسع نحو منطقة العرقوب، واستكمال السيطرة على امتداد السلسلة الجبلية بين مكيراس والعرقوب، وما يدعو للأسف أن بعض الشخصيات المرتبطة بالحوثيين هي من تسعى بقوة إلى فتح الطريق، ضاربة بأمن واستقرار أبين عرض الحائط، طمعًا في مصالح شخصية ضيقة.
مصلحة أبين العليا يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، ولا يجوز التهاون في قرارات تمس أمنها واستقرارها، فلماذا كل هذا التسرع والاستفزاز يا محافظ المحافظة؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟