قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إن إيران تتحمل "مسؤولية كبيرة عن زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط"، وإنها تواصل برنامجًا نوويًا "غير مبرر".
جاء ذلك في أعقاب الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استهدف عدة مدن إيرانية فجر اليوم، وُصِف بأنه الأوسع من نوعه داخل العمق الإيراني حتى الآن، ومع ذلك حثَّ ماكرون جميع الأطراف على ضبط النفس وتفادي أي تصعيد.
قلق فرنسي
وأعرب "ماكرون"، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة، عن أسفه لعدم استجابة إيران لمبادرات الولايات المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي لبرنامجها النووي، معبرًا عن أمله في استئناف هذه المحادثات.
وشدد على أن "المعلومات التي حصلت عليها فرنسا بشأن البرنامج النووي الإيراني كانت مثيرة للقلق"، مضيفًا: "لا يمكننا العيش في عالم تمتلك فيه إيران أسلحة نووية".
ووصف المسألة النووية الإيرانية بأنها "خطيرة للغاية ووجودية"، مشيرًا إلى إمكانية حلها بالمفاوضات، فيما أبدى استعداد فرنسا لبذل الجهود الممكنة للتوصل إلى اتفاق نووي.
تأجيل مؤتمر حل الدولتين
وفي سياق آخر، أعلن الرئيس الفرنسي تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة، الذي كان من المقرر أن تستضيفه فرنسا والسعودية معًا، للعمل على تحقيق حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضح ماكرون أن المؤتمر، الذي كان مقررًا له في الفترة من 17 إلى 20 يونيو، تأجَّل لأسباب لوجيستية تتعلق بعدم تمكن أعضاء السلطة الفلسطينية من السفر إلى نيويورك، وسيتم تحديد موعد جديد له في أقرب وقت ممكن.
وأكد ماكرون أن "هدف مؤتمر الأمم المتحدة هو دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل".
كما دعا ماكرون إلى ضرورة وقف الحرب على غزة وتوفير أفق للسلام، مؤكدًا "ضرورة العمل على حل الدولتين".
دعم مشروط لإسرائيل
وفي سياق متصل، أكد ماكرون أن "دعم إسرائيل ليس بلا شروط أو حدود"، مشيرًا إلى أنه "إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من إيران فإن فرنسا ستشارك في الدفاع عنها"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "فرنسا لن تشارك في أي هجوم على إيران وتفضل طريقًا آخر".
إجراءات احترازية بالمنطقة
على الصعيد الأمني، أعلن ماكرون "تعزيز آلية لمواجهة أي تهديدات محتملة"، واتخاذ "عدة إجراءات لضمان أمن رعايا فرنسا وسفاراتها في المنطقة".
كما نصح ماكرون المواطنين الفرنسيين بعدم التوجه إلى مناطق الصراعات.
وتأتي تصريحات ماكرون في ظل الضربات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، ومنشآت إيران النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، أبرزهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي.