آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-03:41ص
عربي ودولي


واشنطن بوست": خطأ بشري قد يشعل الحرب النووية المقبلة

واشنطن بوست": خطأ بشري قد يشعل الحرب النووية المقبلة
الخميس - 12 يونيو 2025 - 12:07 ص بتوقيت عدن
- أبين تايم/ وكالات

رجّح تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن تكون الصدفة هي الشرارة التي تُشعل أي مقبلة، إذ قد ينشأ قرار استخدام أشد الأسلحة تدميراً على الإطلاق عن خطأ بشري أو سوء فهم.


وفي حين قد يُبلغ نظام حاسوبي معيب عن صواريخ قادمة بشكل خاطئ، ما يدفع دولة ما للرد على مهاجمها المشتبه به، قد يُحوّل النشاط المشبوه حول قواعد الأسلحة النووية أيضًا صراعًا تقليديًا إلى صراع نووي.



وبينما قد يُحمّل الضباط العسكريون الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الأسلحة النووية هذه الأسلحة عن طريق الخطأ على مركبة خاطئة، فإن أي من هذه السيناريوهات قد يُؤدي إلى خروج الأحداث عن السيطرة.


وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأحداث ليست مجرد حبكات محتملة لأفلام الحركة، إذ إن جميعها حدثت بالفعل، ويمكن أن تحدث مرة أخرى.


وفي حين أن البشر ليسوا كاملين، لذا فإن حوادث التصادم النووي وقرب وقوعها حقيقة واقعة طالما وُجدت هذه الأسلحة.


وتابعت الصحيفة أن تسع دول تمتلك اليوم أسلحة نووية تُنشر في زمن السلم باستخدام مزيج من الطائرات والصواريخ والغواصات.


وبينما يُعتبر الاستعداد والقدرة على استخدامها ضروريًا لجعلها فعالة. وفي حين أن هناك أكثر من 2000 سلاح في حالة تأهب وجاهزة للاستخدام في وقت قصير، لذا، ستستمر الحوادث دون أن يستطيع أحد توقع نتائجها.


ورغم أن التوترات الشديدة التي شهدتها ، لم تؤدِّ لحسن الحظ إلى حرب نووية قط، تقول الصحيفة، لكن الردع القائم على استخدام الأسلحة النارية الجاهزة في تلك العقود أدى إلى العديد من الحوادث التي كادت أن تقع، فقد كان الخطأ البشري سمة ثابتة آنذاك. وسيظل خطرًا متوطنًا في العصر النووي الجديد، خصوصًا مع تزايد عدد الأطراف الفاعلة، وتقنيات أسرع وأكثر تعقيدًا، وتزايد نقاط الصراع والتوتر.


فعلى سبيل المثال في فبراير 2009، بينما كانت الغواصة الفرنسية "لو تريومفان" المُجهزة بصواريخ استراتيجية نووية، تُجري دوريات روتينية في المحيط الأطلسي، كانت الغواصة البريطانية "إتش إم إس فانغارد" المُجهزة بصواريخها النووية، دون علم الغواصة الفرنسية، تُجري دورية روتينية قريبة جدًا، ما تسبب في اصطدام الغواصتين اللتين تتيح لهما التكنولوجيا المتقدمة العمل بهدوء، يكاد يكون من المستحيل اكتشافه، في مساحة المحيط المفتوح الشاسعة.


وقالت الصحيفة إنه لو غرقت إحداهما أو كلتيهما، لما كان هناك سبيل بسيط لتحديد السبب. وفي أوقات الأزمات أو التوترات، مثلاً مع روسيا أو الصين، كان من الممكن أن يتفاقم الارتباك بسهولة إلى أزمة.


وفي مثال آخر، اصطدمت، في مارس/آذار 1993، الغواصة الهجومية، "يو إس إس غرايلينغ"، العاملة بالقرب من شبه جزيرة كولا الروسية، بغواصة نوفوموسكوفسك، وهي غواصة روسية من فئة دلتا 4 مزودة بصواريخ باليستية، فقد عانت هذه الغواصة، القادرة على حمل 16 صاروخًا باليستيًا، بما يُقدر بـ 64 رأسًا نوويًا، من خدش كبير في هيكلها الخارجي.


وفي العام السابق، وقعت حادثة مماثلة، عندما اصطدمت غواصة أمريكية من فئة لوس أنجلوس بغواصة هجومية روسية من فئة سييرا على بُعد نحو 14 ميلًا من الميناء البحري الروسي في مورمانسك.


وأردفت الصحيفة أن مخاطر الحرب النووية لا تقتصر على القوى النووية العظمى فحسب، إذ تُظهر الأحداث الأخيرة أن جنوب آسيا لا تزال نقطة اشتعال نووية محتملة.


ورغم أن المسؤولين الأمريكيين سعوا في البداية إلى تجنب أي تدخل في الاشتباك بين الهند وباكستان في مايو/أيار، لكن الولايات المتحدة انجرت في النهاية إلى الوساطة عندما ضربت طائرات هندية دون طيار قاعدة نور خان الجوية الباكستانية في روالبندي، بالقرب من العاصمة إسلام آباد.


وفي حين تقع هذه القاعدة أيضًا على مقربة من مقر قسم الخطط الاستراتيجية الباكستاني، وهو مركز رئيس في نظام القيادة والسيطرة النووي في البلاد، يبدو أن المسؤولين الأمريكيين اعتبروا الضربة وغيرها من الأحداث بمنزلة خطر تصعيد إلى المستوى النووي.