آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-12:54ص
أخبار وتقارير


ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ العاشرة ﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻫﺎ .. ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ: عنوان الفداء والتضحية

ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ العاشرة ﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻫﺎ .. ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ: عنوان الفداء والتضحية
الأربعاء - 11 يونيو 2025 - 09:26 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ خاص

تقرير - محمد مرشد عقابي


ﻗﺒﻞ سبعة ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻦ الآن ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ عام 2015م ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ ﻗﻬﺮ قوى الغطرسة والإرهاب الحوثية التي شنت ﺣﺮبا شعواء لإجتياح ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻓﻲ هذا اليوم التاريخي ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺗﻮﺷﺤﺖ مديرية المسيمير ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ بمحافظة لحج ﺑﻮﺷﺎﺡ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﺯﻓﺖ ﺷﻬﺪﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﻣﻴﻦ بشموخ وكبرياء ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻛﺐ عز وافتخار إلى روضات العلاء، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ المفصلية ﻣﻦ نضال شعب الجنوب ﻭﺿﻌﺖ اﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ الحواشب ﺗﺎﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺛﻮﺭﺓ هذا ﺍﻟﺸﻌﺐ العظيم، ﻭﻗﺪﻣﺖ لأجله فلذات ﺍﻛﺒﺎﺩﻫﺎ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أهدافه في الحرية والإنعتاق.


وﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﻘﺎﺽ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ والألم، ولدت ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ وﺍﺗﻀﺤﺖ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ للرجال الصناديد ممن يأبون الضيم اولئك الذين لطالما ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺑﺒﺄﺳﻬﻢ الشديد ﻭﺭﺑﺎطة ﺟﺄﺷﻬﻢ وﺟﺴﺎﺭﺗﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ اﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ، ﻭﺳﻄﺮﺕ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ

ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ.


وﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ الحوثية ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ، أﻧﺒﺮﻯ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﻭﺟﻬﺎﺑﺬﺓ ﻫﺬﻩ المنطقة لمواجهة هذا ﺍﻟﻐﺰﻭ والعدوان باسلحتهم الشخصية، ﻭﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻔﺮوقات الشاسعة ﺑﻴﻨﻬﻢ والعدو، ومنذ ذلك اليوم حتى اللحظة ماتزال تلك المآثر خالدة، ولاتزال المسيمير الحواشب تقدم الواحد تلو الآخر من أﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻓﺪﺍﺀ للوطن وقضيته العادلة، لترسم بتضحياتها ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ الخطوط ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ للنصر الجنوبي المعاصر والخلاص من حقبة الاحتلال والبغي والعدوان.


و ﺗﺨﻀﺒﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻭازدانت ﺳﻬﻮﻟﻬﺎ ﻭﺭﻭﺍﺑﻴﻬﺎ ﻭﺟﺒﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺑﺪﻣﺎﺀ ثلة الرجال ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻫﺒﻮﺍ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺭﺧﻴﺼﺔ في سبيل العزة والكرامة، هؤلاء الرجال الأشداء ممن زحفوا فرادى وجماعات إﻟﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻮغى ﻣﻠﺒﻴﻴﻦ داعي الحق دفاعاً ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺽ وطنهم الجنوب وعن الأرض وﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.


واليوم، ﺗﺤﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ الذكرى الخالدة ومعها نستذكر ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻷﺑﻄﺎﻝ ﺗﺸﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻣﻦ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻓﻼ ﻧﺎﻣﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺀ، كما ﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺭﻋﻴﻞ ﻓﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻣﻰ الأبطال ممن ﺁﺛﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺤﻴﺎ الأخرون بعزة وشموخ وكبرياء، ﺗﺤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻋﻄﺎﺀﺍﺕ ﺟﻴﻞ ﺳﺎﺭ ﻓﻲ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺣﻴﺎً ﻭﻟﻘﻲ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ أسمى ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻟﻨﺒﻜﻴﻬﻢ ﺭﺩﺣﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﺣﺪ ﺍﻟﻨﺤﻴﺐ ﻭﻧﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗﻬﻢ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻘﺘﺒﺲ ونستلهم ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ وﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﻭﻣﺂﺛﺮﻫﻢ ﻭﺳﻴﺮﺗﻬﻢ اﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻈﻔﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻴﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺘارﻳﺦ أعظم الدروس وأبلغ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺍﻹﺑﺂﺀ.


وعلى مر تاﺭﻳﺨﻬﺎ اﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﺍﻷﺯﻟﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺗﺤﺘﻔﻆ المسيمير الحواشب ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﺨﻂ ﺛﻮﺭﻱ ﻣﻀﻲﺀ ﻭﻣﻤﻴﺰ ﻭﻣﺘﻔﺮﺩ عن من سواها، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﺤﺒﻠﻰ بفحول ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ المغاوير المضي دوما ﻋﻠﻰ دروب ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ التاريخ ﺍﻷﻭﻝ للجنوب، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻭالمنعطفات ﻇﻠﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ الثابتة، ﻭﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ النهج ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻲ طريق معبد بالتضحيات.


وأﻣﺘﻄﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﺻﻬﻮﺓ ﺟﻮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺣﺠﺰﺕ لذاتها ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺡ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺁﻓﺎﻕ ﺗﺤﺮﺭﻳﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ حديثة، ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ رجس ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﺑﺬﻟﻚ إﻟﻰ اﻷﺫﻫﺎﻥ ﻣﺠﺪ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﺣﻤﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، وﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻠﻒ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ، نجد أن المسيمير الحواشب ﻓﻲ 11 يونيو الخالد من كل عام ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ أعلن فيه ﺗﺤﺮﻳﺮها ﻛﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ العظيم، ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ سجل ﺍﻟﻤﺂﺛﺮ وﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻭﻗﺼﺺ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ وﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻧﺠﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ كان لها السبق في الذود ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻭﻫﻮﻳﺔ الجنوب، ﻭﺍﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻮ ﻛﻌﺒﻬﺎ ﻭﺻﻤﻮﺩﻫﺎ ﻭﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ اﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭالمتغيرات وﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ المثبطة.


وﺭﻓﻌﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﺷﻌﺎﺭ ﻧﺤﻴﺎ ﻭﻧﻤﻮﺕ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ، وﺭﻏﻢ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ المأساوي والمؤلم، وواقعها اﻟﺘﻌﻴﺲ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺲ، ﻭﻓﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ، استطاعت ان تقهر كل التحديات وان تتقدم الصفوف ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭتشارك في إﻋﺪﺍﺩ ﺩﺳﺘﻮﺭه ﺍﻟﺘﺤﺮﺭي، ﻭﺗﻤﻜﻦ رجالها الأشاوس من إعادة ﺻﻴﺎﻏﺔ تاﺭﻳﺦ الوطن من جديد، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﻴﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﻛﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻮﻳﺐ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻓﻲ معادلات ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﺯﻝ ﻣﺮﺟﻌﺎً لكل من ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ فرسان ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﺭﺷﻔﺔ وﻗﻮﺍﻣﻴﺲ التاﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍلعصور.


ﻫﺬﻩ ﻫﻲ المسيمير ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺠﻬﻞ تاﺭﻳﺨﻬﺎ، ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﺠﻢ القادة ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﻭﻣﻮﻃﻦ الثوار ﻭﺃﺭﺽ الثائرين، ﺗﻠﻚ ﻫﻲ المسيمير ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ المتفجر حمماً لأهبة تقتلع ﺟﺬﻭﺭ اﻷﻋﺪﺍﺀ، هي ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﺮﺍً ﻭﺣﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻘﻂ ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ وﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻦ الجميع يحملون ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻳﺘﻮجهون إلى مواقع الشرف والبطولة لخوض المعارك ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺩﻭﻣﺎً ‏(النصر أو ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ).


ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ، وﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ، ﻭﻋﺒﻖ التاﺭﻳﺦ، ﻫﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ أﻧﺠﺒﺖ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ، ﻭﺍﺷﺮﻗﺖ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ، ﻭﺯﻓﺖ ﺑﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ، ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺆﺯﺭ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ من المهرة إلى المندب، ﻫﻨﺎ ﻣﻌﻘﻞ ﺍﻷسود الكاسرة، ومهبط المقاومين الأحرار، ﻭمخزن ﺻﻨﺎﺩﻳﺪ الرجال، ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮ وﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ 2015 للميلاد، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ المنعرجات وﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ المنصرمة، ﻓﺴﺎﺑﻘﺎً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ الكبير عميد المناضلين الفقيد ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻮﺍﻥ، وﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﺢ، ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ طويلة من جهابذة الثورة الأكتوبرية ﻭﺻﻮﻻً إﻟﻰ ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ المعاصرة ﺍﻟﺘﻲ أسهم فيها الحواشب بشكل كبير في تطهير وتحرير الجنوب من براثن المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية والتي لمع ﻓﻴﻬﺎ أسم ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ كقوة إﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻳﺔ جبارة وكبرى رفدت روضات الأرض بقوافل من القادة العظماء يتقدمهم ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ القائد ﻣﺤﺴﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻨﺠﺴﺘﻮ، وﺍﻟﺸﻬﻴﺪ القائد ﺣﻤﺰﺓ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺭﻳﺎﺽ ﺟﻮﺩﺍﺕ اﻟﻔﺠﺎﺭﻱ، والشهيد معاذ علي أحمد، والشهيد نبيل قاسم السروي، والشهيد عبدالمجيد عبدالله حيدرة، والشهيد بسام صالح الشيبه العبادي، والشهيد عبدالله علي الفيتر، والشهيد والشهيد وليد قائد مثنى، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ إﻳﻬﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺼﻴﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﺜﻨﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﻣﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺳﺎﻣﺢ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ ﺭﺍﻭﺡ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﻀﻞ ﻧﺎﺻﺮ ﺭﺍﻭﺡ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﻫﺎﺭﺵ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﺒﺪه ﺩﺭﻭﻳﺶ، وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻮاكب ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻭرﻣﻮﺯ البذل والعطاء الجازل الذين ﺃﻧﺎﺭوا ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺳﻄﻌﺖ أسماؤهم ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ممن رفضوا حياة الذل والإمتهان وقاموا قوى الشر والطغيان ليرتقوا شهداء اعزاء كرماء متوجين باكاليل النصر وفائزين بحياة الخلود الأبدي إن شاء الله تعالي.


هذه ﻫﻲ المسيمير ﺍﻟﺤﻮﺍﺷﺐ، ﻋﺮﻳﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ وﺍﻟﻘﺎﺋﺪ العظيم ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ الجسور والمحارب المقدام والفدائي البطل الشيخ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ أحمد ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ أبو الخطاب، ﻗﺎﺋﺪ المقاومة الجنوبية وقوات اﻟﺤﺰﺍﻡ ﺍﻷﻣﻨﻲ، مدير أمن وشرطة المديرية حفظه الله ورعاه، وهي ﻣﻮﻃﻦ اﻟﺜﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ الشهيد القائد البطل ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻳﺴﺮﻱ عبيد حازم ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ، ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺻﺎﻋﻘﺔ سابقا، إﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﻤﻴﺮ الحواشب ﻣﻨﺎﺭﺓ اﻷﺣﺮﺍﺭ ﻭﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ.


وفي مثل هذا اليوم من العام 2015، ﺑﻠﻐﺖ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ اﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﻘﻄﺖ ﻣﺮاﻛﺰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎبعة ﻟﻠﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ الإرهابية، وﺩﺣﺮت عناصرها ﻣﻦ جميع مناطق المديرية وطردت تلك الجحافل إﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺠﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، لتتساقط هناك فلول المليشيات وعناصرها الإجرامية ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ أﻣﺎﻡ بسالة ونيران المقاتل ﺍﻟﺤﻮﺷﺒﻲ، ﻭﺗﺘﻬﺎﻭﻯ تحصينات ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺽ المواجهة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺜﻴﻞ، تهل ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ سنوياً ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪﻳﺔ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄرﻳﺨﻲ ﻭﻧﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻭﻧﺰﻭﺭ ﻣﻦ أصيب ﻭﻧﺤﻨﻲ ﻫﺎﻣﺎﺗﻨﺎ للمآثر البطولية الخالدة ﺍﻟﺘﻲ اﺟﺘﺮﺣﻬﺎ الأبطال ﻭﻧﺤﻴﻲ مواقفهم ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ وما سطروه من تضحيات لاتقدر ﺑﺜﻤﻦ، ﻛﻤﺎ يحتم علينا هذا اليوم الخالد ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻤﺔ بالأجلال والأكبار وبمعاني العرفان وﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻡ لمن لاﻳﺰﺍﻝ ﺣﻴﺎً ﻣﻦ أبطال ذلك ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻔﺘﻲ ﻭﻧﻀﻊ ﻗﺒﻼﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ أﻧﺠﺒﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻘﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺁﻫﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ لينتج ﻋﻦ ﺫﻟﻚ الاقتران ﻧﺨﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ والرفعة والكرامة لنرتشف ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻨﻀﺐ آيات الصبر والثبات والصمود.