يفكر الرئيس دونالد ترامب في فرض عقوبات جديدة على روسيا ردًا على التصعيد العسكري للرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا وتعثر محادثات السلام، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا إلى وول ستريت جورنال. ورغم أن العقوبات البنكية غير مرجحة، تُدرس إجراءات أخرى مثل الضغط على موسكو لقبول وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا تدعمه أوكرانيا. وصرّح ترامب يوم الأحد أن العقوبات “محتملة تمامًا”، مضيفًا عن بوتين: “إنه يقتل الكثير من الناس... لا أعلم ما خطبه”.
ترامب، الذي خاض حملته الانتخابية على أساس إنهاء النزاع الأوكراني بسرعة، بدأ يشعر بالإحباط من عملية السلام وقد يتخلى عنها إذا فشلت الجهود الحالية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: “كان الرئيس ترامب واضحًا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق سلام عبر التفاوض... كما أنه يبقي جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”. وتختلف هذه المواقف عن آمال إدارته السابقة في تحسين العلاقات مع روسيا، وهي العلاقات التي كان ترامب يعتقد أنه يمكن إدارتها من خلال علاقته الشخصية ببوتين.
في وقت لاحق من مساء الأحد، وبعد تعليقات ترامب، شنت روسيا أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا حتى الآن، بحسب القوات الجوية الأوكرانية، حيث أطلقت أكثر من 350 طائرة مسيّرة متفجرة وتسعة صواريخ كروز على الأقل. ووصفت روسيا الهجمات بأنها ردّ على تفجيرات أوكرانية داخل الأراضي الروسية. وفي اليوم التالي، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستزيل القيود المفروضة على مدى الأسلحة التي تم تزويد أوكرانيا بها، مما يسمح لها بضرب أهداف أعمق داخل روسيا.
جاءت تصريحات ترامب الأخيرة بنبرة أكثر حدة تجاه بوتين. وقال: “لقد عرفته منذ زمن طويل، وكنا نتفاهم، لكنه الآن يرسل الصواريخ إلى المدن ويقتل الناس، ولا يعجبني ذلك إطلاقًا”. وقال السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا، ويليام تايلور: “يبدو من تعليقاته أن الرئيس ترامب بدأ يدرك حقيقة بوتين”، وأضاف متسائلًا ما إذا كان ذلك سيدفعه إلى اتخاذ إجراءات فعلية مثل فرض عقوبات.
يقول مسؤولون إن ثلاثة عوامل تؤثر على قرارات ترامب: عدم ثقته بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شكوكه في فعالية العقوبات الجديدة، وإيمانه بأن بوتين قد ينهي الحرب كـ "جميل شخصي". لكن مكالمة هاتفية حديثة رفض فيها بوتين وقف إطلاق النار قللت من آمال ترامب. ووفقًا لتقارير، قال ترامب في مكالمة لاحقة مع زيلينسكي وزعماء أوروبيين إنه لا يعتقد أن بوتين يريد السلام بالفعل.
في غضون ذلك، يزيد مجلس الشيوخ الأميركي الضغط على روسيا. فقد قدّم السيناتور ليندسي غراهام (جمهوري من ساوث كارولاينا) والسيناتور ريتشارد بلومنثال (ديمقراطي من كونيتيكت) مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة وفرض رسوم جمركية عالية على الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم الروسي، وقد حظي هذا الإجراء بدعم أكثر من 80 سيناتورًا. وتبدو مواقف ترامب الأخيرة مشابهة لما واجهه رؤساء أميركيون سابقون، مثل جورج بوش الابن وباراك أوباما، الذين حاولوا بناء علاقات مع بوتين لكن جهودهم باءت بالفشل. وقال ترامب في خطاب انتخابي في يوليو 2023: “قبل أن أصل إلى المكتب البيضاوي، وبعد فوزنا معًا في الانتخابات، ستكون الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا قد انتهت. سيتم إنهاؤها”.