آخر تحديث :السبت-24 مايو 2025-06:36ص
أخبار وتقارير


22مايو يوم بلغت الحماقة ذروتها

22مايو يوم بلغت الحماقة ذروتها
الجمعة - 23 مايو 2025 - 04:28 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ خاص

كتب/سالم فرتوت:

في الجنوب المغدور به بلغت الحماقة ذروتها يوم الثاني والعشرين من مايو عام ١٩٩٠م.

بدا التمهيد لتلك الحماقة المباركة بحماقات اخذت تتنامى بدءا من تجريد الجنوب من صفته العربية التي تؤكد على انتمائه للعالم العربي كله شأنه شأن أي قطر عربي قائم بذاته ومعترف به دوليا ٫منذ أن اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بمنحه حق تقرير المصير في الخامس من نوفنمبر عام ١٩٦٥م كوطن قائم بذاته عربي شرع في التأصيل لدولة مركزية عقلانية ٫تضم كياناته السياسية المتعددة في الحادي عشر من فبراير عام 1959م

ولأمر ما ظهرت في الجنوب قوى قومجية واممية انضوى فيها مهاجرون يمنيون ،معادية لحقه في استقلال وطني ينأى به عن احتلال آخر، تحت مسمى تحقيق وحدة مع البلد الذي لطالما طمع فيه٫تم فرضها عليه بالسيف ،بعد رحيل البريطانيين في ٣٠نوفمبر عام ١٩٦٧م

قلت أن الحماقة التي اقدم عليها البيض ٫سبقتها حماقات اخرى بدءا من استعارة اسم الجار اليمني للجنوب ٫بما تحمله التسمية من اعتراف له بأحقيته في الأرض التي استعصت عليه٫فوجد أخيرا نظاما مستعدا للتخلي عنها لصالحه نظام جعل من التضحية باستقلال الجنوب قضيته الرئيسة.والمسألة بالنسبة له هي مسألة وقت.

ولم يطل الانتظار بالطامع اليمني ٫فبعد خمس سنين من استقلال الجنوب وقع سالم ربيع رئيس مجلس الرئاسة الجنوبي اتفاقية القاهرة يوم ٢٨ اكتوبر عام ١٩٧٢ مع الرئيس اليمتي القاضي عبدالرحمن الايراني ،أثر حرب اندلعت في شهر سبتمبر من نفس العام بين البلدين اراد بها الطامع اليمني أن بحتل الجنوب تحت شعار تحقيق الوحدة اليمنية.

وكان المفروض ان يتسلم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وهو الحاكم الفعلي لليمن الجنوب عام 1973م على طبق من ذهب من يد سالمين! لكن سالمين كان محظوظا إذ لم تكن الظروف مهيأة له لأن يفعلها ٫فيصب عليه الجنوبيون جام غضبهم ويتناولونه بالسباب كل يوم! كالبيض سيء الحظ.الذي تولى المتصب الأول في الجنوب منصب الأمين العام للحزب الأشتراكي في فبراير علم 1986م أثر مذابح احداث يناير التي قضت على من تبقي من عناصر الجبهة القومية أما بالقتل والتشريد !

وسبقت اتفاقية البيض في عدن اتفاقية عبدالقتاح اسماعيل مع عفاش في الكويت يوم ٣٠مارس عام ١٩٧٩ والتي جاءت بعد حرب فبراير عام ١٩٧٩م

كان المحير في توحهات نظام الثاني والعشرين من يونيو عام 1969م زعمه بانه نظام يساري تقدمي,معاد للقوى اليمينية الرجعية.! لكنه ليس لديه مشكلة أن يسلم البلاد لنظام رحعي حتى وان كان يحكمه شيخ قبلي !! ورفض ذلك النظام التعددية الحزبية في الجنوب لكن منظره اليمني المتمركس لامانع لديه أن بكون ثمة تعدد حزبي في صنعاء ،يتداول فيه حزبه السلطة سلميا مع احزاب أخرى! لماذا اذن ابيت أنت وشلة اليسار ومن إلا أن تطيحوا الرئيس قحطان بحجة أنه يميني رجعي,ثم سالمين ولماذا كان يتعين على علي ناصر أن يفعل فعلته التي فعل في يناير عام ١٩٨٦م٫في ولم تجدوا غضاضة،أن تسلموا الجنوب لنظام الشيخ القبلي عبدالله الأحمر ؟

وفي الجنوب كان ينبغي القيام

بانتفاضة فلاحية ،ضد فئة من مواطني الجنوب صنفها النظام بأنها اقطاع ،فكانت انتفاضة ٧ اكتوبر المفتعلة, في قرية الحصن بمحافظة ابين، التي ينتمي اليها الرئيس،وكان يمكن أن تكون مبررة وانتفاضة حقيقية، لو أنها انطلقت بمبادرة من المعدمين انفسهم، أو بقيادة تنظيم معارض ،في ظل سلطة تمثل طبقة الاقطاع ،وغيرها من الطبقات المستغلة.

كانت تلك الانتفاضة المزيفة بداية لصراع فئوي بين ابناء الشعب الذي تم تصنيفه الى طبقات وفئات متناحرة! تأكيدا للفكرة الماركسية حول الصراع الطبقي في المحتمعات.

لم يكتف النظام بتوزيع أراضي

ملاك الارض الزراعية بل اصر على المضي في نهج التأميم والمصادرة والأقصاء حيث تم تجريد فااحي ابين من مزارعهم التي ابقاها لهم قانون الاصلاح الزراعي وتأميم المساكن ومصانع صغيرة تعود ملكيتها لحنوبيين غادروا البلاد إلى بلدان الجوار٫فأفادوا ثمة واستفادوا وحجر النظام على ثروات الجنوب حتى اتاها حمران العيون وشفطوها شفطاولاننسى فصل غشرات الكوادر الجنوبية من اعمالهم "فاستفادت منهم بلدان عربية ادركت قيمتهم.

وفي سني السبعينات جرت

تصفيات جسدية، لابرياء كان كل ذنبهم أنهم استصلحوا الأرض الزراعية، وحرصوا على توفير حياة كريمة لأسرهم ٫وتصفية ضباط الجيش والأمن الجنوبي,الذين التحقوا بالقوات المسلحة الجنوبية قبل الاستقلال.وتم تسريحهم ٫بعد انقلاب ٢٢يونيو المشؤوم عام ١٩٦٩م الذي دشنت فيه الأخطاء القاتلة.ضف الي ذلك

تشريد القوى السياسية الجنوبية الرافضة للسياسات الرعناء التي ادانها اصحابها قبل أن يقترف اخرهم الحماقة الكبرى بحق الوطن .الذي اوصلته السياسات الخاطئة إلى طريق مسدود! ،بعد أن قضى اصحابها على انفسهم ٫بمبررات كاذبة لاتعدو ان تكون مكايدات، ادت إلى تحوبل الجنوب إلى مناطق وقبائل متناحرة ,وكان قدر الحنوب وقدر البيض أن ينجو من موت محقق وبعد اربع سنين سيمحو البيض الحنوب من الخريطة ,ويتوارى خلف الداهية بوحه عابس بينمايرفع الآخر علم الاحتلال اليمتي في عاصمة الجنوب ووجهه يفيض فرحة وسخرية من العبيط الذي استهان بوطن لم يكن امينا عليه! ليحقق الوحدة اليمنية التي وقع اتفاقيتها الثالثة ،مع الداهية عفاش في الذكرى الثانية والعشرين للاستقلال الضائع ،فقد اختصر حسن النيات فترة تنفيذ الاتفاقية من سنة إلى نصف السنة،ليعجل بتسليم الجنوب إلى محتل اخطر خشية مؤامرات

يوم ٢٢مايو عام ١٩٩٠م الذي بلغت فيه الحماقات التاريخية ذروتها!

(ولكل داء دواء يستطب به

إلا الحماقة اعيت من يداويها!)


ترى امازالت هناك حماقات كتلك التي عبثت بالجنوب ٢٣,عاما، ثم مالبثت ان سلمته لاحتلال اخطر ؟

القيادة السياسية الجنوبية اليوم معنية بتصحيح بعض تلك الأخطاء ولاسيما تلك التي ادت إلى تمزيق ألنسيج الاجتماعي الجنوبي جراء الصراعات الكيدية منذ عام ١٩٦٧م والتي وصفها البيض وحزبه عام ١٩٨٩م (بالأساليب الخاطئة في حسم الصراعات) واعاد في احدى قرارات اجتماعات هيئته القيادية الاعتبار لكل من الرئيس قحطان وفيصل الشعبي وسالمين واخرين كانوا قيادات في تنظيم الجبهة القومية.وليته توسع في القرار ليشمل كل المتضررين الجنوبيين بما في ذلك جماعة علي ناصر التي نصح وزير آمن الدولة بالتصالح معها قبل أن يذهب البيض بالبلاد إلى التهلكة.

لقدكان قرار تشكيل مجلس الشيوخ الجنوبي الذي صدر في اواخر مارس الماضي قرارا مهما نأمل أن تشمل العضوية فيه قوى اخرى تضررت طيلة الفترة من عام ١٩٦٧م إلى ١٩٩٠م.

كما أن القيادة السياسية الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس ملزمة بالوقوف ازاء أي ممارسات خاطئة ،او اخطاء تصدر عفوا هنا وهناك لكي لاثؤثر على شعبية المجلس الانتقالي التي انحسرت حقيقة ،ولكي تصل القيادة إلى الاغلبية الجنوبية في كل الجنوب اليوم فان عليها أن تبدع في شد الناس اليها بالقيام ولو ببعض الاعمال الصغبرة التي اهملتها السلطات المحلية.

وثمة مسألة مهمة أخرى هي أن تحسن القيادة اختيارات القيادات الوسطية والدنيا وأن تستقطب أعضاء قاعديبن من انصار المجلس،لأن هذه على صلة مباشرة بالجماهير..