أحسنوا لمن تحبون فالشوق بعد الموت صامت عميق موجع ، والفاجعة تبقى ولو مر عليها دهر والحزن على الراحلين لايموت ولايوجد كلام يصف وجع الرحيل وفراق من تحب ، انما يوجد صبر وتصبّر وامل في الله ورحمته يداري شدة الوجع وعمقه والمه*
*في مثل هذا اليوم 23 مايو 2015م استشهد ولدي سعيد محمد الدويل ، واليوم مرّت عشرة أعوام منذ ترجّل مقاوما في مواجهة الاجتياح الحوثي ، شهد له كل من انتخوا في مواجهة ذلك الغزو وشاركهم وشاركوه تلك المعارك ، دافع عمّا يؤمن به ببطولة ورجولة فلقي ربه شهيدًا في ساحة الشرف وترك – كغيره – سيرة نقية خالدة ستظل في ذاكرة كل الشرفاء المقاتلين عن معاني الحق والايمان والشجاعة والأقدام والتضحية والفداء والإخلاص ورفض الاحتلال*
*رحيله ترك في قلوب اهله جرحاً لا يندمل ، فلا خسارة أكثر الماً وجرحاً من فقدان عزيز نبيه ؛ بل ؛ ترك عبء ديون مقاومة تخلّى عنها مسؤولون دولة ومقاومة كان الأجدر من خلالهم أن تتحملها الدولة او جهات لن يعدموها ، وفي هذا المقام اشكر من اسهموا بما قدروا وقد ذكرتهم في مقالات سابقة ، وكانت اسرته تتلقى راتب من جهة ما فقطعوه عام 2019 واذا كانت تلك الجهة مازالت ترسله – كما تقول – فعليها ان تتأكد ترسله لمن لأنه لا يصل!!!*
*الذكرى ليس حنينا لفقْد موجع ؛ بل ؛ عظة للاجيال وتضحية رجال بذلوا المال والروح دفاعا عن الأرض والعرض مهما كان خذلان الأحياء ، وان حمل الراية امانة في اعناق الرجال مهما كانت الصعاب وتكالبت الاعداء وغلت التضحيات ومهما تنوعت وسائل حروبهم ، فهذه الأرض عاش عليها اجدادنا ونعيش عليها وسيعيش عليها احفادنا ومهرها غالٍ ارتوت بدماء زكية منا ومن ابنائنا ومن اجدادنا وممن قبلهم وهو ما يجعلنا ننحني احترامًا وهيبة لرجالٍ ما بخلوا فجادوا بالنفس “والجود بالنفس اقصى غاية الجود” ونجعل من ذكراهم تجديدا للعهد وأن تظل شعلة تضيء دروبنا ومنارة لكل من اختار طريق الشرف والكرامة*
*والذكرى تذكيرا بان على من يتحملون المسؤولية امانة إزاء التزامات الشهداء فيكفي أسرهم فقدهم فلا يجمعوا على ذويهم بلاءين: فقد أبنائهم ، وعبء ديون لن ترحمهم*
*نسأل الله أن يرحم سعيد محمد ويُلهم أهله الصبر والسلوان*
*23 مايو 2025م