كتب/محمد ناصر العولقي:
بنيت مطلع الخمسينيات في وسط الشارع الرئيس في جعار ، وكان خلف المبنى حوش كبير غير مسور تقريبا ( لا أتذكر بالضبط ) وغالبا ما يستعمله أصحاب الحمير ويربطون حميرهم داخله ، وكنا ساكنين على بعد أمتار منه ، وكان على يمين المبنى وشماله شارعان صغيران .
أتذكر عندما تم هدم المبنى في منتصف السبعينيات جاؤوا بونش أو مكينة ديفور يهد السقوف والطابق العلوي ، وتقاطر الناس من كافة أنحاء جعار الى المبنى ينقفون أخشاب السقوف والياجور ويستعملونها في بناء أحواش لبيوتهم أو يبيعونها ، وكنا مع الشعب ننقف ونبيع ، وكان الحاج حمود الدولة الله يرحمه يشتري الحبة الياجور السليمة بنصف شلن والحبة اللي فيها عيب حسب شطارتك معه بعانتين .. بثلاث عانة أو ما يشتريها بالخالص ، وقد بنى الحاج حمود الدولة الله يرحمه نصف الطابق الثاني من بيته من ياجور شرطة جعار .
الذين شاركوا في نقف الأخشاب والياجور وبيعها يتذكرون كم كنا متلذذين بهذه الغنيمة ، وكم يا مضرابات ومراخصات وقعت على الخشب والياجور حيث كنت ترى الناس منتشرين داخل المبنى المهدم مثل الذر ، وكل واحد معه فاس أو حجنة أو أي وسيلة صالحة للنقف ، وكل واحد يسابق الثاني للفوز بأكبر كمية من الخشب والياجور ويكوم ما جمعه في ركن خارج المبنى وكانت أيضا تحدث غارات وسرقات على الأكوام ومكالحة وازقروه قال ازقروه ..
كان موسما يشبه المهرجان