اتهمت إيران، اليوم الاثنين، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكيل بمكيالين، وأنها أصبحت أداة ضغط سياسي، مشيرًة إلى تجاهلها خروقات ألمانيا النووية، رغم استضافتها أسلحة نووية أمريكية، وهو ما يتعارض مع معاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: "لو كان من المقرر التعامل مع هذا الأمر في الظروف العادية، لاستلزم الأمر اجتماعًا لمجلس المحافظين. ومع ذلك، نظرًا لاستضافة ألمانيا أسلحة نووية أمريكية، فإن هذه القضية تتعارض تمامًا مع قواعد معاهدة حظر الانتشار النووي. لذلك، تكفي هذه النقطة لإدراك أن ألمانيا انتهكت التزاماتها، وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ إجراء، وهو ما لم يحدث للأسف".
آلية "سناب باك"
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشأن العقوبات الأمريكية على طهران والعقوبات التي ستُعاد في حال تفعيل آلية الزناد: "ما يُعرف بآلية "سناب باك" أو "آلية الزناد" لا أساس قانوني ولا سياسي لها. والآن، في ظل التطورات، أصبح اللجوء إلى مثل هذه الآلية تفتقر بشكل متزايد إلى أي أساس قانوني وأخلاقي. إنه مجرد استغلال لمادة مُضمنة في القرار 2231، ولا يوجد لها أي تفسير".
وتابع: "لا تزال إيران تعتبر نفسها عضوًا في الاتفاق النووي، وقد قلّصت التزاماتها ردًا على الانتهاك الصارخ للإتفاق من قِبل الولايات المتحدة والأطراف الاوروبية، وذلك بعد مضي عام كامل على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. النقطة التالية هي أن الأطراف الأوروبية نفسها ارتكبت انتهاكات صارخة لالتزاماتها في الاتفاق النووي، ولم تتحرك، وبالتالي ليس لها أي سند قانوني".
لجوء لا مبرر له
وذكر بقائي: "بالنظر إلى الهجوم على إيران، فإن اللجوء إلى آلية "سناب باك" لا مبرر له أساسًا. هذه مجرد خطوة سياسية تتماشى مع المواجهة مع إيران، وستُقابل برد مناسب من إيران. لقد فرض النظام الأمريكي عقوبات متعددة الطبقات على إيران على مر السنين، وقد أثبت الشعب الإيراني أنه يقاوم موجات الضغط هذه".
وفيما يتعلق بالوسطاء في المفاوضات الإيرانية الأمريكية، أوضح أنه "على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، سعت العديد من الدول الصديقة في المنطقة وخارجها إلى حل القضية النووية الإيرانية. ومن الطبيعي في ظل الوضع الراهن في المنطقة وبعد عدوان الكيان الصهيوني على إيران، أن تبذل الدول المعنية بالوضع في المنطقة جهودًا في هذا الصدد".
الدبلوماسية أداة وفرصة
وبخصوص موعد لقاء محتمل بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، أضاف بقائي أنه "لم يتم تحديد أى تاريخ أو مكان للمفاوضات حتى الآن".
وبخصوص الشروط المسبقة للمفاوضات، أكد أنه "لا ينبغي أن تكون الدبلوماسية مجرد استعراض. كنا جادين في عملية المفاوضات ودخلنا بنوايا حسنة، لكن الكيان الصهيوني ارتكب عدوانًا من خلال تقسيم العمل مع الولايات المتحدة قبل الجولة السادسة من المفاوضات. طالما أننا غير متأكدين من فعالية الدبلوماسية وعملية التفاوض، فلن ندخل في مثل هذه العملية".
واستطرد: "إن ثنائية التفاوض وعدم التفاوض التي تُثار لا ينبغي أن تُشوّه الدبلوماسية وتُسيء إليها. فالدبلوماسية أداة وفرصة، ولا يجوز لنا حرمان بلدنا من هذه الأداة لشرح وجهة نظر إيران، والدفاع عن مصالحها، وتحقيق حقوقها ومصالحها الوطنية".
وأضاف بقائي: "كما تُشارك القوات المسلحة بكفاءة في مهمة الدفاع عن البلاد، يجب على الجهاز الدبلوماسي أن يُسهم في تحقيق المصالح الوطنية لإيران من خلال الاستخدام الأمثل للأدوات الدبلوماسية".
حماية مصالح إيران
وفيما يتعلق بالأنباء المنشورة حول آلية "سناب باك"، صرّح بقائي: "نحن في حوار مع الأطراف الاخرى بالتأكيد، ولدينا علاقات دبلوماسية مع الدول الأوروبية الثلاث. نتشاور ونناقش قضايا مختلفة، وهذه إحدى القضايا التي نلتزم، كجهاز دبلوماسي، بمناقشتها لضمان حماية مصالح إيران".
وكشف أن "الدول الأوروبية تعلم جيدًا أن اللجوء إلى هذه الآلية ليس له أي مبرر سياسي أو قانوني أو أخلاقي. لو أوفت بالتزاماتها بصدق، لما شهدنا مثل هذا الوضع. لو أوفت بالتزاماتها، لما لجأت إيران إلى حقها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة لتخفيض التزاماتها. يجب محاسبة الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، بصفتها أطرافًا في خطة العمل الشاملة المشتركة، على تقصيرها الذي أدى إلى الوضع الحالي. اللجوء إلى هذه الآلية يعني أن الدول الأوروبية لا ترى دورًا لها، وعليها أن تفكر جيدًا في الإجراءات التي تهدد باتخاذها".