استدعت وزارة الخارجية الأذربيجانية، الأربعاء، سفير موسكو لدى باكو ميخائيل يفدوكيموف، لإبلاغه بمخاوفها الجدية إزاء "خطوات وتصرفات روسيا غير الودية".
وخلال اللقاء، أعرب نائب وزير الخارجية الأذربيجاني أراز عظيموف، عن احتجاج بلاده على أحداث 27 يونيو/حزيران الماضي، التي شهدت مداهمات لمنازل يقيم فيها أذربيجانيون في مدينة يكاترينبورغ الروسية، وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.
وأكد الجانب الأذربيجاني أن التبريرات التي قدمتها السلطات الروسية بشأن الحادث تتناقض مع آثار العنف الواضحة على أجساد الضحايا وتقارير الطب الشرعي.
كما احتجت أذربيجان على استخدام تعبيرات مثل "جماعة إجرامية إثنية" في التغطيات الإعلامية الروسية، واعتبرت ذلك تغذية للكراهية العرقية وأمراً مرفوضاً.
وطالبت بإجراء تحقيق شامل ومحايد في انتهاكات أجهزة الأمن الروسية، مع محاسبة المسؤولين وضمان شفافية سير العملية القضائية.
وشددت أذربيجان على أن موقفها لا ينبغي تفسيره كمساس بالشؤون الداخلية الروسية.
وتطرق الاجتماع إلى انتقادات الجانب الروسي بشأن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأذربيجانية بحق مكتب وكالة "سبوتنيك" الروسية في باكو، حيث أكدت أذربيجان أن هذه الخطوات تمت وفقاً للقوانين المحلية ولا تزال قيد التحقيق.
كما أعادت باكو طرح قضية إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية فوق الأجواء الروسية نهاية العام الماضي.
وأشارت إلى عدم اتخاذ موسكو تدابير كافية حيال الحادث، وإلى محاولات تشويه الحقائق وشن حملات تضليل إعلامي عبر بعض الشخصيات الرسمية الروسية.
وطالبت الحكومة الأذربيجانية روسيا باتخاذ خطوات شفافة وحاسمة في قضية الطائرة، بما يشمل محاسبة المسؤولين ودفع تعويضات للضحايا، من أجل تهدئة التوتر في العلاقات الثنائية.
وفي ختام اللقاء، أعرب الجانب الأذربيجاني عن رفضه للتصريحات الصادرة خلال الأشهر الأخيرة عن بعض الشخصيات السياسية الروسية ووسائل الإعلام، والتي تمس سيادة أذربيجان ووحدة أراضيها.
ودعت أذربيجان روسيا إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتخفيف التوتر وإصلاح مسار العلاقات الثنائية.
**التوتر بين أذربيجان وروسيا
بعد تحطم طائرة الركاب الأذربيجانية قرب مدينة أكتاو الكازاخستانية في 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، إثر تضررها بنيران أرضية أثناء وجودها في المجال الجوي الروسي، طالبت أذربيجان روسيا بالاعتذار ومعاقبة الجناة، لكن هذا المطلب لم يتحقق.
على إثرها أوقفت أذربيجان أنشطة "المركز الثقافي الروسي" المعروف باسم "البيت الروسي" في باكو، ولم يحضر الرئيس إلهام علييف احتفالات موسكو لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي السابق على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وفي مداهمات نفذتها قوات الأمن الروسية على منازل يقطنها أذربيجانيون بـ"يكاترينبورغ" في 27 يونيو، قُتل أذربيجانيان، وأصيب عدة أشخاص بجروح خطيرة، واعتُقل 9 آخرون.
واستدعت الخارجية الأذربيجانية على إثرها القائم بأعمال السفارة الروسية في باكو بيوتر فولكوفيخ، للإعراب عن الاحتجاج وعن الأمل في تحقيق عاجل في الأمر واتخاذ إجراءات جنائية ضد جميع المتورطين.
وألغت وزارة الثقافة الأذربيجانية جميع الفعاليات الثقافية الروسية في البلاد.
وداهمت الشرطة الأذربيجانية مكتب وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" في باكو، واعتقلت بعض موظفيها.
وذكرت تقارير إعلامية أذربيجانية، بأن اثنين من موظفي "سبوتنيك" المعتقلين كانا عضوين في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.