اتهم سياسيون ومثقفون ألمان المستشار فريدريش ميرتس بالتعالي واستخدامه تعابير مرتبطة بالنازية، بعد تصريحاته الأخيرة حول النزاع في الشرق الأوسط.
وكان ميرتس قد وصف الهجمات الإسرائيلية على إيران بأنها "عمل قذر تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعا"، وهو ما أثار موجة واسعة من الانتقادات في الأوساط السياسية والثقافية الألمانية.
وطالب نحو 20 سياسيا ومثقفا ألمانيا النيابة العامة بالتحقيق مع ميرتس، في حين وصفوا تصريحاته بأنها تبرر حربا عدوانية وتنتهك القانون الدولي.
وفي تصريح ، أكد ديتر ديم، النائب السابق عن حزب اليسار وأحد مقدمي الدعوى ضد ميرتس، أن تعبير "العمل القذر" الذي استخدمه ميرتس له جذور في خطاب مجرمي #النظام_النازي، ويشكل انتهاكا للقانون الجنائي الألماني، تحديدا المادة 80a المتعلقة بالتحريض على جريمة عدوان.
وأشار إلى أن الحكومة الألمانية، بقيادة وزير الدفاع بوريس بيستريوس والمستشار ميرتس، تتسم بـ"الغطرسة" بعد فرضها هدف رفع الإنفاق الدفاعي إلى 42% من ميزانية الدولة بحلول 2035، في خطوة اعتبرها "عسكرة" لصالح شركات الأسلحة.
وأضاف ديم أن الإعلام الألماني يلاحق من يظهر تعاطفا مع روسيا أو الفلسطينيين حتى على أبسط العبارات، بينما يحظى كبار المسؤولين بحماية إعلامية وأمنية.
ولفت إلى أن تعبير "العمل القذر" استخدم سابقا لتبرير مذبحة بابي يار التي قتل فيها 34 ألف يهودي، مؤكدا أن معارضي الحكومة كانوا سيتعرضون للملاحقة لو استخدموا هذا التعبير، لكن ميرتس وبيستريوس يحظيان بتغطية من الإعلام وأجهزة الأمن.
وشدد ديم على أنه لا يتهمهما بالفاشية، لكنه يرى أنهما يعتقدان بإمكانية استخدام هذا الخطاب الإجرامي دون تبعات، مستذكرا تصريحا سابقا لبيستريوس دعا فيه ألمانيا للاستعداد للحرب مع روسيا، وهو تعبير سبق استخدامه من النازيين تجاه الاتحاد السوفيتي.
وأشار ديم إلى أن الدعوى ضد ميرتس حظيت بتفاعل واسع، مع طلبات توقيع من مواطنين عدة، مضيفا أن نجاح الدعوى يعتمد على الضغط الشعبي، في ظل تردد النيابة في المتابعة بسبب ارتباطها بالتعليمات.
