آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-03:06ص
أخبار وتقارير


من حقنا أن نعيش في بيئة نظيفة ومتوازنة في وطن يحتضن الحياة لا يهددها

من حقنا أن نعيش في بيئة نظيفة ومتوازنة في وطن يحتضن الحياة لا يهددها
السبت - 28 يونيو 2025 - 08:11 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ خاص

بقلم/ نور علي صمد

في وطن أنهكته الصراعات وأثقلته الأزمات تبرز البيئة كضحية صامتة لا تجد من يدافع عنها إلا القليل. وبين أكوام النفايات والمياه والهواء الملوث المحمل بالسموم .نصرخ كلنا وبصوت واحد "من حقنا أن نعيش في بيئة نظيفة ومتوازنة تحفظ لنا كرامتنا و إنسانيتنا.


ليس الحديث عن البيئة ترفا أو مطلبا ثانويا بل هو جوهر الحياة. ففي كل شهيق نأخذه من هواء ملوث وفي كل قطرة ماء نشربها من مصدر مهدد يكمن خطر يهدد الصحة والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي للناس.


فقد صارت الأرض تتحدث... ولكن لا أحد ينصت لها

حيت نجد الغابات التي كانت يوماً ملاذا للأمل تقلصت تحت وطأة القطع الجائر للأشجار.

والتربة فقدت خصوبتها. والمزارع باتت تعاني من الجفاف والتصحر.

والمدن تحولت إلى مكبات مفتوحة، تفتقر لأبسط نظم إدارة النفايات .بينما تحولت الأنهار والسواحل من متنفسات إلى أماكن تصرخ من الإهمال


علينا ان نقول ان بيئتنا تعكس حالنا حين تهمل الأرض ويهمل الإنسان. البيئة النظيفة حق لكنها أيضًا مرآة لمدى احترامنا لأنفسنا و للأجيال القادمة اذا المسؤولية مشتركة ونداء إنقاذ.


ورغم قساوتنا على بيئتنا الى اننا نجد هناك أمل ينبض من مبادرات شبابية ومجتمعية صغيرة تحاول تنظيف الأحياء وزراعة الأشجار وتعمل باستمرار على التوعية البيئية من خلال القنوات المسموعه او المرئيه إلا أن هذه الجهود لا تكفي دون دعم رسمي وتشريعي.


خبراء البيئة مطالبون اليوم بوضع سياسات وطنية بيئية صارمة وتفعيل دور الرقابة البيئية إلى جانب إدماج التربية البيئية في المناهج الدراسية.


فالبيئة ليست مجرد خلفية لحياتنا بل هي المسرح الكامل لكل تفاصيل وجودنا . إذا انهارت ننهار معها ولا يمكن بناء مستقبل في وطن لا نحترم فيه الهواء الذي نتنفسه ولا التربة التي نزرعها.



البيئة ليست صوتا بعيدًا. إنها نحن اي إن البيئة النظيفة المتوازنة ليست رفاهية بل حق إنساني أساسي يجب أن يكون جزءًا من خطابنا الوطني والتنموي فبدونها لا يمكن الحديث عن صحة، ولا تعليم، ولا اقتصاد، ولا حتى سلام.


فالبيئة في بلادنا لم تعد مجرد قضية محلية بل صارت جزءًا من معركة البقاء


ويبقى النداء مفتوحا نريد وطناً يحتضننا كما نحتضنه . نظيفا كما نحلم .آمنا كما نستحق.