ليست من يافع، لكنها حين نطقت بوجعها، طرق صوتها أبواب القلوب، ففتحت لها يافع أبوابها كلّها.
في أقل من أربعٍ وعشرين ساعة، هبّ أبناء يافع كعادتهم للنجدة، وجمعوا ثلاثة ملايين ريال سعودي، فانتزعوا شروق أحمد علي من بين فكي القصاص، وأعادوها إلى الحياة.. إلى أمٍ تتلهّف، وأبٍ لا يفتر دعاؤه، ووطنٍ يتعلّم من يافع أن المروءة لا تسأل عن الأصول، ولا تنتظر مقابلًا.
ما أروع أن تهبّ لنصرة إنسان لا تربطك به صلة، وما أكرم أن تجعل من الكرامة مذهبًا في الحياة، لا مجرد موروث تتغنّى به.
يافع لا تنتظر أن تكون شروق من أبنائها.. يكفي أن تسمع نداء الفزعة، لتنهض كما لو أنها ابنتها، بل أقرب.
الحمد لله على سلامة شروق، والشكر لكل من لبّى، وساهم، ومدّ يده في لحظة مفصلية.
وليافع، الوفاء كله: كما عهدناها دوماً.. حاضرة حين يغيب الجميع