في سطور الرياضة لا يُكتب المجد دائمًا بالحروف العريضة بل يُنقش أحيانًا في القلوب وعلى العشب وفي أعين اللاعبين الذين تتغير نظرتهم للعبة بعد أن يقفوا تحت يد مدرب استثنائي... مدرب اسمه حيدره فضل محسن.
في محافظة أبين لا يُذكر التدريب الفني دون أن يقفز هذا الاسم إلى الواجهة لا لكونه الأقدم بل لأنه الأكثر تأثيرًا.
مدرب صاغ بفكره وأخلاقه وتواضعه مدرسة فريدة تخرّج منها اللاعبون والمدربون على حد سواء.
مدرب بفكر نادر ولمسة فنية واضحة
من يتابع الفرق التي دربها الكابتن حيدره يلاحظ بوضوح لمسة فنية وتكتيكية خاصة.
ليست لمسة سطحية تُنسى مع صافرة النهاية بل منهج تدريبي متكامل يُرسّخ في ذاكرة اللاعبين: تمركز قراءة للملعب استغلال نقاط القوة وتعامل نفسي هادئ يجعل الفريق يلعب بروح واحدة.
أسلوبه في التدريب ليس مجرد تمارين روتينية بل فكر كروي متطور يفتقده كثير من المدربين في الساحة المحلية. وهذا ما جعل الفرق التي دربها تبدو دائمًا مختلفة أكثر تنظيمًا أكثر تركيزًا وأكثر إيمانًا بإمكاناتها.
أخلاق الكبار وتواضع العظماء
لكن ما يميز الكابتن حيدره حقًا ليس فقط الكفاءة الفنية بل أخلاقه العالية وتواضعه الجم.
لا ينظر إلى نفسه كسلطة بل كأخ كبير وناصح وقائد يحمل الرسالة قبل أن يبحث عن المجد.
هذا الأسلوب الإنساني في التعامل مع اللاعبين جعله يحظى باحترام الجميع دون استثناء.
رغم الظلم... بقي القمة
ولأن الساحة لا تنصف دائمًا من يستحق فقد ظُلم الكابتن حيدره حين لم يُستدعَ للأجهزة الفنية في المنتخبات الوطنية رغم أنه يملك الكفاءة والخبرة والرؤية. لكنّ الكبار لا ينتظرون المناصب ليكونوا كبارًا فبقي المدرب الأول في أبين وبقيت بصماته شاهدة على سنوات من العمل الدؤوب والعطاء الصامت.
ختامًا...
الكابتن حيدره فضل محسن ليس فقط مدربًا ناجحًا بل قدوة لجيل كامل من الرياضيين ورمزًا فنيًا وإنسانيًا يجب أن يُحتذى به.
هو من أولئك الذين لا يحتاجون إلى منابر ليُعرفوا بل يكفي أن تسأل عنه أي لاعب أي مدرب أي عاشق لكرة القدم في أبين لتسمع الإجابة ذاتها:
هو الرقم واحد... دون منازع.
/منصور محمد شائع