عقد أبناء يافع، يتقدمهم مشايخ قبيلة الجردمي، اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، اجتماعًا موسعًا في العاصمة عدن، لمناقشة تداعيات قضية وفاة الشيخ أنيس الجردمي، الذي وافته المنية يوم الاثنين في أحد مستشفيات المدينة، بعد نحو شهرين من توقيفه من قبل قوات الحزام الأمني، واحتجازه على ذمة أمر قضائي.
وفي أجواء يطغى عليها الحزن، امتزجت بالحكمة والاتزان، أجمع المشاركون في اللقاء على أهمية الالتزام بالهدوء وتحكيم العقل، والتعامل مع القضية بروح المسؤولية، مشددين على أن الاحتكام للقانون هو السبيل الوحيد لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
تسلسل الأحداث:
تعود بداية القضية إلى 1 أبريل 2025، حيث أوقفت قوات الحزام الأمني الناشط أنيس الجردمي، بموجب أمر قبض قهري صادر عن نيابة الأمن والبحث بعدن، على خلفية اتهامات تتعلق بالإساءة والتحريض، وفق بيان توضيحي أصدرته قوات الحزام بتاريخ 7 يونيو.
وبعد احتجازه في سجن تابع للحزام الأمني، تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث فارق الحياة يوم الاثنين 9 يونيو.
وعقب إعلان الوفاة، أصدرت القيادة العامة لقوات الحزام الأمني بيان تعزية ومواساة، عبرت فيه عن حزنها العميق لرحيل الجردمي، مطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق شفاف في ملابسات الوفاة وتشريح الجثة، مؤكدة التزامها بقبول أي نتائج تصدر عن التحقيق.
مخرجات لقاء أبناء يافع:
وخلال اجتماع اليوم، أكّد الحاضرون، من مشايخ ومثقفين وحقوقيين وممثلين عن مختلف مناطق يافع، على ما يلي:
تشكيل لجنة موسعة تضم قانونيين، حقوقيين، إعلاميين، وممثلين عن المشايخ، لمتابعة القضية أمام الجهات الرسمية.
التأكيد على أن التحقيق القضائي هو الطريق الأمثل لمعرفة أسباب الوفاة ومحاسبة أي جهة يثبت تقصيرها أو تجاوزها للقانون.
الدعوة إلى ضبط النفس، ونبذ الدعوات المشحونة أو التصعيد غير المسؤول، حفاظًا على التماسك الاجتماعي.
التشديد على أن الروابط بين قبائل يافع تظل عصية على الفتنة والانقسام، وأن مثل هذه المحن لا تزيد المجتمع إلا وحدة وتماسكًا.
دعوات للعدالة
وأكد المجتمعون ترحيبهم بأي جهود مستقلة وشفافة تسعى إلى إحقاق الحق، بما في ذلك إشراك المنظمات الحقوقية والرقابية، مشيرين إلى أهمية أن تكون القضية نموذجًا لحل النزاعات بالوسائل القانونية، بعيدًا عن التوتر والانفعال.
يُذكر أن قضية الجردمي أثارت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات للعدالة، وتحقيق شفاف يوضح للرأي العام ما جرى منذ لحظة التوقيف حتى إعلان الوفاة.