كتب/د.عيدروس نصر.
في إطار فقرات الفعالية التكريمية التي خصني بها الزملاء في مجلس يافع العام في بريطانيا وشارك فيها جمعٌ من ابناء الجاليتين الجنوبية واليمنية تعرض الزميل الإعلامي أوسان محمد با رويس (اوسان بن سدة) لقصيدتي (سواك لا يدري بفاجعتي) التي رثيت فيها أمي العزيزة منذ وفاتها قبل ١١ عاماً مما اثار تساؤلات ومطالبات العديد من المشاركين في الفعالية بإعادة نشر نص القصيدة وها أنذا ألبي طلباتهم بإعادة نشر القصيدة مع الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالدتي العزيزة أغلى من عرفت في الوجود.
=×=×=×=×=×=×
سواك لا يدري بفاجعتي ________عيدروس نصر
إلى روح أمي الغالية على وجودي الكياني والمعنوي، عافية بنت محسن عمر، أمي التي علمتني معنى الحياة، ومنحتني طعم الاستمتاع بسعادة الوجود، . .أمي التي أحال موتها أيامي حزنا وكمدا،. . أدعو بالرحمة والمغفرة والفوز بجنة الخلد إن شاء الله
=÷=÷=÷=÷
هزم الردى فلكي وأشرعتي
وتشتتت في البيد قافلتي
الحزن كالنيران يمضغني
كالجمر يجثو فوق ذاكرتي
وقوافل الأشباح في نُزُلي
والصمت يستولي على شفتي
والقهر كالزلزال يسحقني
والنار تستشري بأنسجتي
* * * *
ماذا جرى هل غادرت سفني
مرفأ حياتي صوب آخرتي؟
ام إنها الأيام جارفةٓ
تسطو على كنزي ومحفظتي؟
* * * *
يا رب مالي قد غدا زمني
يمضي عنيداً في مشاكستي
اجري له شرقاً فيخذلني
ويسير غرباً في معاكستي
من أين هذا الحظ يا زمني
يرمي سهاماً في مواجهتي
فيصدني قهراً ويغرقني
حزناً ويلهو فوق جمجمتي
* * * *
شل الزمان يدي وأنهكني
ومحا مع الأيام تجربتي
فغدوت لا شمساً تضيء على
دربي ولا صوتًا بحنجرتي
زمنٌ غليظٌ ليس يردعهُ
حزني ولم يأبه بمشكلتي
سرق الندى مني وأنهكني
وسطا على "نصري" و"عافيتي"
* * * *
أمي التي بالأمس قد سكنت
روحي وعاشت ملء ذاكرتي
أمي التي قد أشرعت سفني
وتصدرت شعري وقافيتي
أمي تباريحي التي انتشرت
ومداد أقلامي ومحبرتي
امي دوا جرحي اذا مرضت
روحي وإلهامي وملهمتي
ورعود غيماتي مسافرةً
وبروق أيامي وساقيتي
امي نداء الكون يصرخ بي
ويعيد لي شعري وأغنيتي
تغريد طيري حاملا شجني
أغصان روحي قمح مزرعتي
مائي الذي أحيا به أبدا
شهدي وكاساتي وأرغفتي
أمي بشاراتي وحلم غدي
ترتيل آياتي وأدعيتي
صوتي مع الفجر البشوش صدى
عمري وتسبيحي ومئذنتي
عنوان إنشادي ومنتجعي
شلال عمري ، كنز مكتبتي
مأواي بعد البعد عن وطني
بيتي وأبوابي ونافذ تي
كلي وبعضي حين ترصدني
عين الردى، . .أمني ومنقذتي
طيشي اذا ما الطيش داهمني
نزق الصبا يكسو مغامرتي
امي ملاكي يبتني مدني
ويصوغ لي وعيي ومعرفتي
امي جمال الكون في نظري
وكتاب أيامي ومدرستي
قلمي مداد الصبر يملأه
وأريج بستاني وزنبقتي
وعبير أزهاري يصاحبني
وسنابلي، خبزي ومائدتي
أمي التي قد كان رونقها
ينساب لحنا بين أوردتي
غابت وغاب السعد عن مدني
وتلاشت البشرى بخارطتي
كانت بلادا ملؤها أمل
يزهو بأريافي وعاصمتي
يا ليتني ما كنت أخسرها
أو ليتها كانت مشيعتي
لأفر من جمرٍ يطاردني
وألوذ من نيران محرقتي
* * * *
كل الذي في الكون اعشقه
ولى بعيداً عن مخيِّلتي
لم يبق لي حلماً يراودني
لم يبق لي شيئا بامتعتي
ولى ولم يترك سوى شبحا
كالرعب كالطاعون في رئتي
يجتاح أيامي ويسحقني
ويعيد تصميمي وقولبتي
يا رب أني صرت مرتهنا
لقضاك في شحي وفي جدتي
انت الذي يدري بما اقترفت
يمناي في شكي وفي ثقتي
أدعوك كالأطفال منتحباً
أرجوك خذني بعد والدتي
لأكون معها أينما قطنت
وأذوق معها طعم خاتمتي
يا رب رفقا بالتي نذرت
عمرا بتكويني وتنشئتي
سخر لها الجنات منزلةً
وتولها في خير منزلةِ
واغفر لها الزلات إن حصلت
منها وهبها خير مرتبةِ
واغفر ذنوبي أينما طرأت
فسواك لا يدري بفاجعتي