كتب /فضل القطيبي
يواصل العدو الحوثي محاولاته المستميتة لاختراق حدود الجنوب، متحركاً بهدوء مريب باتجاه يافع، الضالع، أبين، شبوة، ولحج. ورغم اختلاف الجبهات وتضاريسها، إلا أن المشهد على الأرض يتوحد في صورة واحدة: قوات المجلس الانتقالي الجنوبي هي من تقف في وجه هذه الهجمات، وتقاتل بثبات وصمت نيابة عن الجنوب كله.
من الجبال الوعرة في يافع إلى وديان أبين وسهول شبوة، تخوض القوات المسلحة الجنوبية معارك بطولية، دفاعًا عن أرضها، دون أن تنتظر قراراً من جهة أو توجيهاً من طرف خارجي. وبينما تسيل دماء الشهداء في الجبهات، ويُسطر المجاهدون ملاحم الكرامة، يكتفي البعض بممارسة دور المتفرج خلف شاشات الهواتف، ليُردد بكل وقاحة: "أين الانتقالي؟".
الرد على هذا السؤال لا يحتاج إلى كلمات، بل إلى نظرة واحدة على خارطة المواجهات. فالمجلس الانتقالي هو من يمسك بخيوط الدفاع، وهو من يدير المعارك على أكثر من جبهة. إنه موجود في الميدان، حيث يُصنع الفعل، بينما المتخاذلون يغرقون في الجدل العقيم، وكأن الجنوب لا يعنيهم، أو كأن العدو ليس على الأبواب.
في الوقت الذي آثر فيه البعض التواري، وانشغل آخرون بالحسابات السياسية الضيقة، اختار المجلس الانتقالي الجنوبي طريق المواجهة. لم يتذرع بالعوائق، ولم يهرب من المسؤولية، بل واجه قدر الجنوب بشجاعة، معتمدًا على إرادة أبنائه، وتضحيات جنوده، وحكمة قيادته.
إن هذه اللحظة التاريخية تكشف بما لا يدع مجالًا للشك من هو الجندي الحقيقي، ومن هو المتفرج، ومن هو المتاجر بقضية وطن. الجنوب اليوم لا يُدافع عنه إلا رجاله، وأولئك هم أبناء المؤسسة العسكرية الجنوبية، بإسناد كامل من المجلس الانتقالي، الذي أثبت أنه ليس مجرد إطار سياسي، بل مشروع وطني شامل، يمتد من الميدان إلى القرار.
وفي ظل هذا الواقع الملتهب، لا بد من التأكيد أن الجنوب بحاجة إلى الالتفاف حول قيادته السياسية والعسكرية، وتقديم كل سبل الدعم للقوات المرابطة في الجبهات. فمعركة اليوم لم تعد فقط معركة حدود، بل معركة وجود وهوية وكرامة.
ختاماً:
نقولها بوضوح كما يراها كل جنوبي على الأرض:
المجلس الانتقالي الجنوبي هو درع الجنوب، واليد التي تصد، والصوت الذي لا يساوم، والجدار الذي تتحطم عليه أحلام الغزاة مهما تنوعت أشكالهم وأقنعتهم.