أثارت تصريحات جديدة للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع جدلًا واسعًا بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وصف العلاقات بين دمشق والقاهرة بأنها "مقبولة"، رغم ما يعتبره كثيرون دعمًا مصريًا واضحًا لسوريا في المحافل الدولية.
وجاءت تصريحات الشرع خلال لقائه وفدًا من أبناء العاصمة دمشق، حيث أشاد بالعلاقات "المثالية" لبلاده مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات، قائلًا إن سوريا نجحت في تحقيق "توازن غير مسبوق" في علاقاتها الخارجية. وفي المقابل، وصف العلاقات مع مصر والعراق بأنها "مقبولة… وإن شاء الله تتطور بشكل كبير".
وأضاف الشرع أن سوريا باتت تتمتع اليوم بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين في الوقت نفسه، معتبرًا أن "الجميع راضٍ والأمور تسير بشكل جيد".
وتأتي هذه التصريحات بعد موجة مماثلة من الجدل أثارها الشرع في أكتوبر الماضي، عندما أثنى على دول الخليج واصفًا إياها بـ"الدول الناجحة"، مقابل تقليل واضح من مكانة دول عربية أخرى مثل مصر والعراق. ففي تلك المناسبة، قال إن لدى سوريا "امتيازات كبيرة"، وإن التكامل مع رؤية السعودية 2030 قد يفتح آفاقًا واسعة، مؤكدًا أن دول الخليج "تعمل بجهد مضاعف وتواكب التطور"، بينما تمتلك بقية الدول العربية نجاحات "لكنها ليست بالوتيرة نفسها".
وتداول مصريون على منصات التواصل هذه التصريحات بنبرة انتقاد، معتبرين أنها لا تعكس طبيعة العلاقات بين البلدين، خصوصًا بعد مواقف القاهرة الداعمة لسوريا في قضايا حساسة مثل ملف الجولان، وشكر الخارجية السورية المتكرر لمصر في هذا السياق.
وتسلط هذه الانتقادات الضوء على حساسية الخطاب السياسي في المرحلة الانتقالية السورية، وتأثيره المباشر على صورة العلاقات مع الدول العربية، خصوصًا الدول ذات الثقل الإقليمي كمصر.