كتب/م. عبدالقادرالسميطي:
في ذاكرة الزراعة في دلتا أبين
كانت هناك مؤسسة مدنية يُضرب
بها المثل في الكفاءة والإنتاج...
لجنة أبين تلك التي أدارت ..
الزراعة والري والبيطرة والإرشاد والميكنة (محطة التأجير )
والتسويق الزراعي والعمل التعاوني بكل اقتدار وكانت
أشبه بـوزارة زراعة مصغّرة
داخل محافظة أبين الخضراء
لم تكن مجرد اسم أو إدارة
بل كانت كيانًا حيًا يخدم آلاف المزارعين ويمتد نشاطها إلى
كل زاوية من محافظة أبين
من محلج القطن إلى الأسواق
المركزية ومن محطة التأجير
إلى مركز الإرشاد الزراعي
ومن إدارة الري والبيطرة
إلى محطات الوزن والجمعيات الزراعية وإدارة الحفر كانت
كل إدارة تؤدي دورها بحرفية
ومهنية ومسؤولية وبكل اقتدار
*بلغة الأرقام* المساحة المزروعة
خلال الموسم الزراعي 1962/1963م بلغت 25 ألف فدان وأنتجت
أكثر من 30 مليون رطل من القطن الزهري… موسم 1964/1965م
نفس المساحه واعطت إنتاجية
30024062 قطن زهر
فأين نحن اليوم من ذلك الزمن؟
*التطوير الذي* *أطاح بكل شيء* !
بحسن نية تحوّل اسم لجنة أبين
إلى هيئة تطوير دلتا أبين رحبنا بالتغيير وصفقنا لأحلام التحديث
لكن لم تمضِي الأيام حتى تبيّن أن التطوير لم يكن سوى غلاف
لتفكيك ما بُني على مدى عقود
ما حدث لم يكن تطويرًا...
بل تدميرًا منهجيًا لمؤسسة
كانت تمثل العمود الفقري
للزراعة في دلتا أبين واليوم
لم يبقَ من الهيئة سوى الاسم
بينما اختفت الهياكل وتوقفت الخدمات وتعطّلت برامج الدعم وضاعت شبكة الإرشاد وتراجعت مساحة الزراعة وهجر المزارع أرضه
*رسالتي الاولى*
إلى المزارعين:-
يا من حملتم الفأس والحجنه
يا من حرثتم الأرض وسقيتوها
بعرقكم أن هذا الإرث الزراعي
الذي فرطنا فيه هو رأس مالنا الحقيقي فلا تتركوه يهدم تحت مسميات التطوير الوهمي
عودوا إلى ميادينكم طالبوا
بحقوقكم وثقوا أن صوت
المزارع هو أقوى صوت إذا اجتمع
لجنة أبين بكل ما تعنيه الكلمه من معنى هي ملك خاص لكل المزارعين
*رسالتي الثانيه*
السلطة المحلية
والجهات الزراعية:
نقولها بكل وضوح:
لا تنمية دون مؤسسة زراعية متكاملة
أعيدوا الاعتبار لما كان يُسمى لجنة أبين ممتلكاتها نهبت ودمرت على مراء ومسمع من الجميع أعيدوا الاعتبار لزراعة القطن قبل أن تضيع البذور
شكلوا إدارة زراعية حقيقية تُعنى بشئون الري والميكنة الزراعيه والإرشاد الزراعي والتسويق الزراعي
استفيدوا من النماذج السابقة
بدل دفنها تحت ركام الفشل
المؤسسي
*ختاما*
من أراد تدمير أي مرفق
فليبدأ بإعلان مشروع تطويره...
لكننا اليوم ندعو إلى مشروع إنقاذ الزراعة في دلتا أبين مشروع
تُبنى فيه المؤسسات وتُزرع فيه الحقول ويُكرّم فيه الفلاح المجتهد
هذا أضعف الايمان